يجابه اللاجؤون السوريون وضعا بلغ درجة وصفت ب"اللاانسانية" مع اشتداد قساوة الطقس التي فاقمت من معاناتهم في مخيمات اللجوء ببلدان الجوار التي فروا اليها للاحتماء فيما تتطلع الانظار الى ما سيسفر عنه اجتماع وزراء الخارجية العرب بعد غد الأحد لصالح هؤلاء الذين تقطعت بهم السبل بعيدا عن الديار. وتشهد في الوقت الراهن من هذا العام عديد من المناطق بدول الجوار التي لجأ اليها السوريون هربا من ويلات الحرب التي لاتزال مشتعلة ببلدهم وأودت بأرواح الأف من أبناء وطنهم موجة برد قاسية. وتتعرض المنطقة حاليا ومن ضمنها الأردن لمنخفض جوي كبير تصاحبه أمطار غزيرة وتساقط الثلوج في المرتفعات ورياح عاتية. وفي ظل العاصفة التي وصفت بالأسوأ في الأردن منذ عقد دعت الأممالمتحدة إلى تأمين مساعدات عاجلة لإغاثة آلاف اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري. وفي هذا الاطار قالت مديرة مكتب صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) في الأردن دومينيك هايد في بيان لها اليوم أن "الموارد التي وفرناها عام 2012 استنفذت ولم تصلنا أي أموال جديدة هذا العام". وناشدت "المجتمع الدولي والجهات المانحة توفير المال في أقرب وقت ممكن" مضيفة أن "الساعات 72 القادمة تشكل اختبارا حاسما لقدرتنا على توفير الاحتياجات الأساسية للأطفال وأسرهم في مخيم الزعتري" الذي يأوي نحو 65 ألف لاجئ سوري بمحافظة المفرق قرب الحدود مع سورية. وأبلغ نشطاء في مخيم الزعتري بأن الثلوج أدت إلى سقوط خيام على قاطنيها مما أدى الى اصابة العديد منهم نقلوا على اثرها الى المستشفيات نتيجة إصابتهم بأمراض سببها البرد الشديد فاقمه انقطاع التيار الكهربائي لفترة من الوقت. وكانت الأمطار الغزيرة غمرت الاثنين الماضي أكثر من 400 خيمة في مخيم الزعتري وقالت السلطات الأردنية إنها نقلت اللاجئين الذين تضررت خيامهم إلى غرف متنقلة (كرافانات) الا أن لاجئين قالوا إن هذه الغرف المتنقلة لم تتسع لكل الأسر المتضررة وجعلت العاصفة الثلجية أحوالهم أكثر مأساوية وفق تقارير صحفية. ويعاني اللاجؤون السوريون في لبنان أيضا والنازحون داخل سورية أوضاعا صعبة مماثلة نتيجة الثلوج والبرد القارس. ودعى ناشطون سوريون منظمات الإغاثة والمجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياتهم في حماية اللاجئين السوريين داخل المخيمات التي يقطنونها خاصة مخيم الزعتري . كما أبدوا خوفا شديدا من انتشار الأمراض والأوبئة في هذا المخيم الذي يفتقد الى التجهيزات اللازمة لمواجهة هكذا وضع. وقالت تقارير اعلامية ان حالة من التذمر والضجر انتشرت بين اوساط اللاجئين السوريين مما تسبب بحالة من الفوضى بسبب سوء الأوضاع المعيشية ونقص المساعدات الغذائية. وأمام هذا الوضع وبهدف البحث عن حل لهذه المعضلة تقررعقد اجتماع طارئ بعد غد الأحد لوزراء الخارجية العرب بناء على طلب لبنان لبحث أوضاع اللاجئين السوريين فيها. وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي أن الاجتماع سيناقش "سبل المساعدة الضرورية للاجئين السوريين في لبنان في ضوء التطورات التي تشهدها الأزمة السورية وتداعياتها على دول الجوار ومنها لبنان". وأضاف أن "الاجتماع الوزاري العربي سيناقش قضية اللاجئين السوريين من جميع أبعادها في ظل تزايد أعدادهم في دول الجوار ورؤية لبنان والدول المضيفة الأخرى لكيفية التعامل مع هذه القضية والتخفيف من آثارها بالإضافة إلى مناقشة الأزمة السورية من كل أبعادها". وطلب لبنان في الثالث ديسمبر الماضي من الدول المانحة تمويل خطة أعدتها الحكومة لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين إلى لبنان في العام 2013 تبلغ تكلفتها نحو 363 مليون دولار علما أن الأممالمتحدة قدرت عدد اللاجئين السوريين في لبنان بنحو 150 ألفا. كما ستحتضن الكويت في ال 30 جانفي الجاري مؤتمر المانحين لسورية بمشاركة الجامعة العربية ومنظمتي الأممالمتحدة والتعاون الاسلامي ومجلس التعاون الخليجي وعدد من الدول والمنظمات المانحة. وفي هذا الاطار أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون و الأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي إحسان أوغلى اليوم عن قلقهما إزاء الأوضاع الإنسانية المزرية التى يمر بها اللاجئون السوريون في مخيمات الايواء في ظل البرد القارص والثلوج والأمطار التى تعصف بالمنطقة. جاء ذلك في اتصال اجراه الأمين العام للأمم المتحدة مع إحسان أوغلى تطرقا خلاله الى مؤتمر المانحين لسورية المقرر عقده في الكويت في ال 30 جانفي الجاري. وكان إحسان أوغلى قد أطلق قبل يومين نداء عاجلا لإغاثة اللاجئين السوريين فى مخيم الزعترى بمحافظة المفرق الأردنية بعد أن داهمتها السيول وجعلت الإقامة فى المخيم ضربا من المستحيل. من جهتها أعربت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) عن قلقها بشأن تأثير الأمطار الغزيرة والثلوج وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر على أوضاع الأطفال في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن. وقال ممثل اليونيسف في الأردن دومينيك هايد إن نقص التمويل يعد عائقا رئيسيا أمام جهود اليونيسيف مشيرا إلى استنفاد الموارد التي جمعتها المنظمة في عام 2012 مع عدم ورود تمويل جديد للعام الحالي. وناشد المسؤول الأممي المجتمع الدولي والمانحين بشكل عام التعهد بتقديم تمويل جديد لليونيسف بأسرع وقت ممكن.