قام رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية السيد كلود بارتولون يوم الاثنين في اليوم الثالث من زيارة العمل التي يقوم بها للجزائر بزيارة القصبة الحي العتيق بالجزائرية العاصمة. وقد تجول السيد بارتولون رفقة اعضاء الوفد المرافق له عبر ازقة القصبة لينتقل به التاريخ الي الرموز المعمارية التي تطبع هندسة هذه المدينة ذات التراث القديم. و شرع رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية زيارته للمدينة العتيقة بالتوجه الى "القلعة" المبنية في القرن الخامس عشر في اعالي القصبة "اعالي الجبل" كما يحلو لسكانها ان يسموها بدءا بباب جديد ثم نزولا في اتجاه القصبة السفلي ليصل به المطاف الي اسفل القصبة وبالذات علي مستوي مسجد "كتشاوة". وقد اعجب السيد بارتولون ايما اعجاب بالهندسة المعمارية التي صممت بها "الدويرات" وهي عبارة عن بيوت ذات طابق واحد بوسطها ما يشبه الفناء وبجانبه البئر الذي لا تخلو منه اية دار من دويرات الحي وهو يتجول من سيدي رمضان الي سيدي حميدوش قبل ان يكتشف الثروات التي تميز التراث الثقافي لهذا الحي التاريخي وبالضبط "دار خداوج العمياء" (اميرة تعود الي العهد العثماني فقدت بصرها لكثرة نظرتها الي المراة" لتتحول منذ 1989 الي متحف وطني للفنون التقليدية الشعبية. ولم يتمالك السيد بارتولون نفسه فراح يتبادل اطراف الحديث مع بعض سكان هذا الحي بل و الدخول في عدد من الدكاكين ليري بام عينيه بعض الاعمال الصناعية التقليدية التي لاتزال حية هناك بينما في اماكن اخرى قضي عليها النسيان. وقبل ان يغادر هذا الحي العزيز علي مواطني القصبة وهي التي احتضنت "معركة الجزائر" التاريخية الشهيرة ابى ضيف الجزائر الا ان تصحبه لذة "الكرنتيطة" (عبارة عن قطعة مصنوعة بمسحوق الحمص) عليها شيئ من الملح والكمون والفلفل الاسود. وجرت زيارة رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية لمدينة القصبة في جو ملؤه البشاشة والبساطة خاصة وان الذي رافقه فيها هو فريد فطوش الاخصائي في علم الاثار والمهندس المعماري ومحافظ التراث الثقافي. وابرزهذا الاخير فيما قدمه من شروحات للوفد البرلماني الفرنسي الجهود التي ما فتئت الدولة الجزائرية تبذلها لاحياء اجزاء كاملة من الحي العتيق من قصور ودويرات المدينة التي صنفت في 1992 ضمن التراث العالمي من قبل اليونسكو. ويقوم السيد بارتولون بزيارة رسمية للجزائر بدعوة من رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد العربي ولد خليفة في اطار الدورة الاولي لاشغال اللجنة البرلمانية الكبري الجزائرية الفرنسية.