سيطر تحالف متمردي "سيليكا" في جمهورية إفريقيا الوسطى يوم الأحد على القصر الرئاسي في العاصمة بانغي في أعقاب معارك ضارية و من المقرر أن يعلنوا عبر الإذاعة الرسمية عن الانقلاب ضد الرئيس فرانسوا بوزيزي الذي اختفى عن الأنظار و هذا بعد انتهاء المهلة التي حددها له التحالف المتمرد لمغادرة الحكم. و قال العقيد دجوما ناريوكو احد العسكرين في تمرد "سيلسكا" اننا سيطرنا على القصر الرئاسي وسنتوجه الى مقر الاذاعة لكي يعلن رئيس المتمردين سقوط الرئيس بوزيزي الذي لم يكن موجودا داخل القصر". و من جهتها اكدت الرئاسة اليوم ان رئيس جمهورية افريقيا الوسطى فرانسوا بوزيزي هرب من قصر الرئاسة قبل دقائق من بدء هجوم المتمردين على القصر الرئاسي. و كانت جماعة حقوقية محلية قد اعلنت ان بوزيزي شوهد في الطريق الى "مبايكي" الواقعة على بعد 107 كيلومتر الى الجنوب من بالعاصمة بانغي. ويأتي هذا التطور بعدما شهد محيط القصر الرئاسي اليوم معارك ضارية مع سماع دوي إطلاق نار وانفجارات في الأحياء الجنوبية وأيضا في شمال العاصمة بحسب مصدر عسكري من القوة المتعددة الجنسيات في افريقيا الوسطى. و كان العقيد دجوما نركويو قد حذر في وقت سابق اليوم من ان" نهار اليوم سيكون حاسما. ان رجالنا باتوا في بانغي ويتخذوا مواقعهم"موجها نداءا للقوات النظامية و الجنوب افريقية التي احتشدت قرب القصر الرئاسي من اجل القاء السلاح و"متابعة ما يجري". و يأتي هذا التطور بعد دخول المتمردين امس العاصمة بانغي في أعقاب معارك عنيفة حيث حاصرتها مجموعات منهم عبر بلدة "بوالي" الواقعة على احد محوري الطريق المؤدية الى العاصمة انطلاقا من الشمال بينما أخذت مجموعة اخرى محور شمال غرب حيث تقع "بوالي" و مدينة" بوسانغوا" في حين قامت مجموعة اخرى من محور شمال شرق انطلاقا من مدينتي" سيبوت" و" كاغا باندورو" . وأكد نيلسون ندجار وهو متحدث باسم جماعة" سيليكا" المتمردة أن مقاتلى الجماعة دخلوا العاصمة امس و أسقطوا مروحية عسكرية للقوات الحكومية كانت تهاجمهم منذ اول أمس و هي تقارير اكدها مسؤول في قوة اقليمية لحفظ السلام . دعوة الحكومة المتمردين الى الحوار لم تجد صدى وكانت حكومة جمهورية افريقيا الوسطى قد دعت في وقت سابق تحالف المتمردين الى مفاوضات لايجاد حل سلمي للازمة التي تثير اسقاطاتها الانسانية انشغالا بالغا لدى الاممالمتحدة. و دعا الوزير الاول لافريقيا الوسطى نيكولا تينغاي المتمردين الى الخوض في محادثات مع حكومة الوحدة الوطنية لايجاد حل سلمي و حقن الدماء مشددا على عزيم الحكومة على وضع حدا لازمة ومجددا تمسكها و كذا المجتمع الدولي باتفاق سلام ليبرفيل الموقع عليه يوم 11 جانفي الماضي بين السلطة و المعارضة المسلحة. فرنسا تدعو الى اجتماع لمجلس الامن لبحث التطورات و امام هذه التطورات التي تشهدها افريقيا الوسطى دعت فرنسا يوم السبت الى عقد اجتماع عاجل لمجلس الامن حسبما صرح به المتحدث باسم الاليزيه رومان نادال . قال المتحدث باسم الاليزيه لوكالة الانباء الفرنسية " ان باريس طلبت من رعاياها البقاء في منازلهم" موضحا انه لم تصدر بعد تعليمات باجلائهم حيث يعيش نحو 1250 فرنسيا في افريقيا الوسطى. واشار المتحدث الى ان هناك 250 جنديا فرنسيا يتمركزون في هذا البلد" ولا يوجد اي قرار في الوقت الحاضر بارسال تعزيزات"مضيفا انه "من غير الوارد لفرنسا ان تتدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد كما سبق واكد مرارا الرئيس فرنسوا هولاند" . وقال ان باريس اتصلت بالاتحاد الافريقي والمنظمات الاقليمية "لتهدئة الوضع" في افريقيا الوسطى. وكان مجلس الامن الدولي الذي اجتمع اول امس الجمعة قد اعرب عن "قلقه الشديد" ازاء تقدم المتمردين اتجاه العاصمة بانغي. و يشار أن تحالف "سيليكا" وقع اتفاقا للسلام مع الحكومة في أفريقيا الوسطى يوم 11 جانفي في ليبرفيل /الغابون/ سمح بتشكيل حكومة وفاق وطني تضم فريق بوزيزي والتحالف المتمرد و فريق من المعارضة لكن سرعان ما عاد المتمردون يوم 11 مارس الجاري ليشنوا هجوما على مدينة "بنجاسو" والتي تعد احدى المدن الرئيسية في جنوب البلاد وذلك عقب الهجوم على مدينة "سيدو" الواقعة بالشمال في نهاية شهر فيفري الماضي. و يطالب المتمردين بإطلاق سراح السجناء السياسيين ورحيل القوات الجنوب أفريقية من الأراضيهم.