بدأت اليوم السبت مجريات الانتخابات العامة لانتخاب حكومة جديدة للسنوات الخمس القادمة في اقتراع وصف بالأساسي لترسيخ الديمقراطية في البلاد في ظل التحديات التي تمر بها خاصة منها الامنية. وتجري الانتخابات وسط إجراءات أمنية مشددة بعد أن توعدت حركة طالبان باكستان بتنفيذ تفجيرات انتحارية في هذا اليوم نفذت عدد منها اليوم راح ضحيته العشرات من الاشخاص. وتتنافس فى الانتخابات العديد من الاحزاب السياسية والدينية بيد أن المنافسة تنحصر بين ثلاثة أحزاب رئيسية هي حزب الشعب الباكستانى بقيادة الرئيس اصف على زرداري وحزب الرابطة الاسلامية بقيادة رئيس الوزراء السابق نواز شريف وحركة الانصاف بقيادة لاعب الكريكت السابق عمران خان. ودعي أزيد من 86 مليون ناخب مسجلين في البلاد للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات وفقا للجنة الانتخابية التي اشارت إلى أن المنافسة مفتوحة فقط على 272 مقعدا فقط من بين 342 مقعدا للجمعية الوطنية. وستجري الانتخابات في 268 دائرة فقط منتشرة في جميع أنحاء البلاد بسبب وفاة بعض المرشحين وغياب القانون والنظام في بعض الاماكن. ومن المقرر ان يحدد في وقت لاحق الانتخاب على المقاعد الخاصة بالنساء والأقليات على أساس المقاعد التي ستحصل عليها الأحزاب في الانتخابات العامة. كما ستجرى اليوم السبت انتخابات أيضا على مقاعد أربع مجالس مقاطعات في البلاد يتنافس فيها المرشحون على 572 مقعدا من جملة 724 مقعدا على ان تحدد المقاعد المتبقية وفقا للمقاعد التي ستفوز بها الأحزاب المتنافسة وتعتبر هذه المرة الأولي في عمر 65 عاما من تاريخ باكستان التي تنتقل فيها السلطة إلى حكومة منتخبة لإكمال فترة حكومة أخرى منتخبة ديمقراطيا. -اجراءات امنية مشددة للتصدي للعنف - واتخذت السلطات الباكستانية اجراءات امنية من اجل سلامة الناخبين أثناء الإدلاء بأصواتهم لاسيما بعد تجديد حركة طالبان باكستان وجماعات مسلحة أخرى تحذيراتها للناخبين من المشاركة في الاقتراع . وقالت مصادر باكستانية ان قوات الجيش وضعت في حالة تأهب للتعامل مع أي ظروف طارئة. وقال متحدث عسكرى انه تم نشر 75 الف جندى فى أنحاء البلاد لمساعدة الادارة المدنية فى تأمين العملية. -مسألة الامن تبقى التحدي الاكبر أمام العملية الانتخابية- ويبقى التحدى الاكبر أمام العملية يتمثل فى الامن بالنظر الى تهديد حركة طالبان الباكستانية بشن هجمات يوم الاقتراع على غرار ما قامت به خلال الايام التي سبقته. ففي اليوم الاول للانتخابات تواصلت سلسلة الهجمات على الأنشطة السياسية التي أودت بحياة سبعة عشر شخصا خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية من بينهم ثلاثة زعماء سياسيين وثلاثة من رجال الأمن. فقد لقي 11 شخصا على الاقل واصيب 31 آخرون اليوم السبت في كراتشي (جنوب) وبيشاور (شمال غرب) في هجومين استخدمت فيهما قنابل بعد ساعات على بدء عمليات التصويت في الانتخابات التشريعية الباكستانية. وتبنى الاعتداء الاول متمردو حركة طالبان الاسلامية الذين يعارضون هذه الانتخابات والذين سبق ان هددوا بشن اعتداءات يوم التصويت. واستهدف الاعتداء مرشحا قياديا في حزب عوامي الوطني الباكستاني في كراتشي عاصمة إقليم السند واسفر عن 11 قتيلا على الاقل منهم طفل في الثالثة من عمره و23 جريحا. وفي الطرف الاخر للبلاد اصيب ثمانية اشخاص على الاقل بانفجار قنبلة في بيشاور (شمال غرب). وقتل قتل شخصان وجرح عشرات اخرون في انفجار وقع في حافلة بكراتشي. إلى ذلك ذكرت قناة (سما) الباكستانية أن شخصين قتلا وجرح اثنان آخران بإطلاق نار خارج مركز اقتراع بكراتشيبإقليم السند في جنوب البلاد مشيرة الى ان جو من التوتر ساد مركز الاقتراع بعيد التفجير. وفي حادثة منفصلة أصيب 8 أشخاص بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدفت مركز اقتراع للنساء في بيشاور في إقليم خيبر بختونخوا في شمال غرب البلاد. إلى ذلك وقع انفجار آخر قرب مسجد في ضواحي بيشاور وعلى بعد 400 متر من أحد مراكز الاقتراع غير أنه لم يسفر عن وقوع ضحايا والسبب هو تفجير الانتحاري نفسه قبل بلوغه هدفه. وقد تم توقيف الاقتراع في المدينة بعد حادثة إطلاق نار قرب أحد مراكز الاقتراع فيها. وذكرت تقارير أن أكثر من 100 شخص بينهم ثلاثة مرشحون قتلوا وأصيب 300 أخرون بجروح فى تفجيرات واطلاق نار خلال الحملة الانتخابية التى استمرت 20 يوما . وأعلنت طالبان مسووليتها على معظم تلك الهجمات وهددت بشن المزيد خلال يوم الاقتراع. وكان وزير الاعلا م الباكستانى عارف نظامى قال ان تهديدات طالبان قد توثر على الاقبال على الاقتراع. ودعا رئيس اللجنة الانتخابية فخر الدين ابراهيم المواطنين الى الادلاء باصواتهم دون خوف فى الانتخابات. وعلى الصعيد الامني دائما أغلقت باكستان حدودها مع ايرانوافغانستان تحسبا للانتخابات العامة حيث ذكر التليفزيون الباكستاني (بي تي في) أنه تم الليلة الماضية اغلاق الحدود الباكستانيةالايرانية عند معبر"تافتان"بإقليم بلوشستان لمدة 3 أيام. كما أغلق المعبران الرئيسيان للحدود مع افغانستان وهما شامان وطورخم. وأضاف التقرير أن البوابات التجارية بين باكستان وأفغانستان وايران قد أغلقت ايضا للتيسير على الادارة المحلية لتركيز اهتمامها على الانتخابات.