ذكرت الباحثة الفرنسية شارلوت كوراي من المعهد الوطني للغات وحضارة المشرق بباريس اليوم الاثنين بوهران أن جمعية العلماء المسلمين نجحت كثيرا في نشر التربية والتعليم والتكوين في وسط الأمة بالرغم من عقبات الإدارة الفرنسية للحد من نشاط المدارس التي فتحتها الجمعية خلال الثلاثينيات. وذكرت السيدة كوراي في محاضرة حول "مدرسة ابن باديس خلال سنوات الثلاثينيات: تكوين الأمة" جرت بمركز البحث في الأنثروبولجيا الإجتماعية والثقافية أن جمعية العلماء المسلمين نجحت كثيرا في نشر التربية والتعليم والتكوين في وسط الأمة بالرغم من عقبات الإدارة الفرنسية للحد من نشاط المدارس التي فتحتها الجمعية خلال الثلاثينيات مضيفة أنه "من بين المشاكل التي واجهتها الجمعية يوجد المرسوم الفرنسي ل 8 مارس 1938 الذي "شدد المراقبة على تعليم الإسلام بالجزائر ومنع مدارس الإصلاح التي استحدثت من قبل الجمعية من ممارسة نشاطها في الأرياف والمدن". وأوضحت المحاضرة أن مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين "كانت تعتمد على استراتيجية مزدوجة في تربية وتعليم وتكوين الأمة الجزائرية امتزج فيها التعليم التقليدي بالعلوم الأخرى" وأن هذه الاستراتيجية كانت تكمن في "تعليم علوم الاسلام واللغة العربية مدعمة بتكوين في الحساب و التاريخ و الجغرافيا". كما تطرقت الباحثة أمام الحاضرين من أساتذة جامعيين وباحثين في مجال الفكر الاصلاحي للشيخ عبد الحميد بن باديس والتي تحضر مذكرة حول جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ما بعد سنة 1956 الى "الدور الفعال" الذي لعبته الجمعية في تعليم الكبار والشباب والفتيات باعتماد أقسام مختلطة وكذا دروس محو الأمية للنساء بمسجد "سيدي لخضر" بقسنطينة وتشجيع الشباب على التكوين في الحرف فضلا عن الانشطة الرياضية والثقافية منها المسرح من تنظيم جمعيات كان أعضائها تابعين لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين. وتناولت الباحثة طرق التدريس المعتمدة من قبل الجمعية التي كانت "ترتكز في مرحلتها الأولى على كتيبات بيداغوجية مصرية لتنجز بعدها أخرى مواضيعها مستوحاة من تاريخ وشخصيات جزائرية" وكذا الامكانيات المادية التي كانت تخصصها لفتح المدارس من اشتراكات أعضائها أو من التجار تضامنا مع الجمعية. يذكر أن هذه المحاضرة تندرج في إطار البرنامج المسطر من قبل مركز البحث في الأنثروبولوجيا الإجتماعية والثقافية لوهران.