يتوقع أن تتوج حملة جني العسل للموسم الفلاحي 2012-2013 التي شرع فيها بسوق أهراس منتصف جوان الأخير تحقيق إنتاج ب4500 قنطار من العسل وفقا لما أفاد به مدير المصالح الفلاحية عبد الرحمان منصوري. وسيفوق الإنتاج المتوقع في نهاية الحملة التي ستستكمل في 15 أوت المقبل ما تم تحقيقه خلال الموسم الماضي الذي وصل إلى 2500 قنطار بعدما كان لا يتعدى قبل 3 سنوات 200 قنطار وهو ما يؤهل الولاية لاحتلال المرتبة الثالثة وطنيا من حيث إنتاج هذه المادة حسبما صرح به ذات المسؤول. وأرجع المصدر ذاته "الارتفاع المحسوس" في الإنتاج المنتظر جنيه خلال الموسم الحالي إلى عدة عوامل منها إتباع المسار التقني والتغذية الجيدة للنحل و برنامج الإرشاد الفلاحي الذي قامت به مديرية المصالح الفلاحية بالتنسيق مع غرفة الفلاحة وتعاونية "الملكة" لتربية النحل . بالإضافة إلى توسيع حظيرة خلايا النحل التي وصلت إلى 6 آلاف خلية منها 1000 خلية جديدة وتزايد عدد المربين الذي وصل إلى 800 مربي ينشطون في هذه الشعبة لاسيما ببلديات سوق أهراس والمراهنة وسيدي فرج وتاورة ولحدادة والمشروحة والزعرورية ولحنانشة. وأشار المصدر السالف الذكر إلى أن الدورات التكوينية التي استفاد منها عدد من المربين تركزت أساسا حول طرق تغذية النحل والتفريخ الاصطناعي والمعالجة والوقاية من الأمراض التي قد تصيب النحل بعدما كانت تربيته تتم بطرق تقليدية. بدورهم يسعى مسؤولو تعاونية "الملكة" كما أوضح رئيسها السيد مبارك عمران إلى تحسيس المربين بالتقنيات الحديثة في تربية النحل وتربية الملكات ونقل الخلايا إلى أماكن الأزهار في الولايات المجاورة على غرار بساتين البرتقال بالطارف والمناطق الجنوبية لسوق أهراس التي تضم نبتة الإكليل الجبلي وشجرة السدرة . كما تتكفل التعاونية بضمان تسويق محصول العسل من خلال اقتنائه من عند المربين وتعليبه وإعطائه علامة مميزة خاصة بالتعاونية . وكشف السيد عمران الذي يرأس كذلك جمعية "طاغست" لتربية النحل المعتمدة العام 2001 عن أن تربية النحل المنتشرة بالبلديات الواقعة بمحيط الغابات و بالجبال و كذا الرعوية بإمكانها استيعاب يد عاملة كبيرة من متربصي مراكز التكوين المهني لاسيما بعد إدراج تخصص عون صيانة خلايا النحل في إطار اتفاقية تم إبرامها مؤخرا بين مديريتي التكوين المهني والمصالح الفلاحية والتي تشمل كذلك تخصصات البستنة وتربية الدواجن وزراعة الأشجار ومراقبة وتعليب مشتقات الحليب وتحويله. يذكر بأنه تم مؤخرا خلال لقاء جهوي إحتضنته جامعة سوق أهراس بمشاركة خبراء وباحثين في تربية النحل التطرق إلى "التقنيات الحديثة لتربية النحل وأهمية هذه الشعبة في تنويع الإنتاج الفلاحي بالمنطقة" إلى جانب الدعوة إلى "ضرورة تعميم دراسة وطنية لنوعية العسل وتحديد المناطق ذات الإنتاج النوعي والوفير" وهو ما سيسمح حسب المشاركين "بقمع الغش في مجال تسويق العسل". كما تمت الإشارة خلال هذا اللقاء إلى "أهمية وضع خريطة بيانية وطنية لتحديد المناطق الأكثر إنتاجا وتحديد فضاءات إنتاج بعض أنواع العسل مثل عسل السدرة وعسل الكاليتوس وعسل الإكليل الذي تشتهر به منطقة تبسة وجنوب ولاية سوق أهراس ما سيساعد مربي النحل على نقل خلاياهم من منطقة إلى أخرى حسب فترات إزهار النباتات".