نوهت اليومية الفرنسية في طبعتها الصادر يوم الجمعة بنضال هنري علاق مؤلف كتاب "المسألة" المندد بممارسة التعذيب إبان حرب التحرير الوطني والذي توفي يوم الأربعاء الماضي بباريس. وخصصت اليومية سلسلة من المقالات لهذا المناضل من اجل كشف الحقيقة حول ممارسة التعذيب من طرف الجيش الفرنسي خلال حرب التحرير الوطني وقضية الشعوب المضطهدة. "هنري علاق جائزة الحقيقة" هو عنوان تصدر الصفحة الأولى لليومية التي كتبت انه كان "صحفيا و مناضلا شيوعيا و الرجل الذي كشف ممارسة التعذيب في الجزائر". و جاء في افتتاحية يومية لومانيتي التي كان أمينا عاما لها أن "الشعب و الحركة التقدمية الجزائرية يفقدان صديقا كبيرا و مناضلا كبيرا من اجل قضيته و قضية الحرية و مناهضة العنصرية". وذكر كاتب الافتتاحية باتريك لو هياريك أن هذا المناضل المناهض للاستعمار و الصحفي والكاتب وقع سنة 2000 نداء "ال12" من اجل اعتراف الدولة الفرنسية بممارسة التعذيب خلال حرب التحرير الوطني. و أردف كاتب الافتتاحية يقول أن "أحسن إشادة يمكن للدولة الفرنسية تخصه بها هي الاعتراف رسميا بالتعذيب و الجرائم المرتكبة في الجزائر خلال الحرب و فتح الأرشيف حتى تظهر الحقيقة حول مصير الشاب الشيوعي موريس أودين الذي اعتقل عشية اعتقال هنري علاق". و في تطرقها إلى مسار المناضل و السياسي المثالي لمؤلف كتاب "المسألة" أكدت الصحفية في يومية لومانيتي روزا موساوي في مقال آخر أن هنري علاق "أدار سنة 1951 يومية ألجي ريبوبليكان إلى غاية منعها من طرف سلطات الاستعمار سنة 1955 بسبب "تنديده بسياسة القمع الاستعمارية و التزامه لصالح الاستقلال الجزائري". و ذكرت أنه "في 12 جوان 1957 في أوج معركة الجزائر القي القبض عليه واعتقل بعمارة في الابيار (الجزائر العاصمة) كانت مقرا لقيادة الكتيبة العاشرة لمضليي الجنرال ماسو و مركزا للتعذيب " مضيفة انه "تعرض طيلة أشهر لأبشع أعمال التعذيب التي شكلت موضع كتابه "المسألة" الذي اكتشف الرأي العام الفرنسي بفضله الحقيقة حول حرب الجزائر الوسخة". و قالت أن هنري علاق "كان يسعى لتحقيق السلم و الأخوة بين الشعوب و يندد دون هوادة بالحروب الامبريالية و مناطق مثل غونتانامو أو السجون السرية للمخابرات الأمريكية التي جهزتها الإدارة الأمريكية لممارسة التعذيب بلا عقاب. وكان يتحدث عن الهيمنة الاستعمارية الممارسة من طرف إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني و كذا عن العراق و أفغانستان". عندما كان يتطرق إلى حرب الجزائر ... واستطردت تقول "عندما كان يتطرق إلى حرب الجزائر لم يفعل ذلك أبدا للتحدث عن تجربته الخاصة في التعذيب فقد قال عن هذه التجربة كل ما يجب قوله في كتال "المسألة". لقد تعرض هنري علاق إلى التعذيب على أيدي الجيش الفرنسي كما تعرض له آلاف المواطنين الجزائريين (...)". كما كتب تقول "ناضل إلى النهاية و دون هوادة ضد اليمين الفرنسي الذي كان دائما مستعدا لتمجيد +الجوانب الايجابية+ للاستعمار". و بالنسبة له فان الاستعمار هو مرادف للابارتيد و الاستغلال و النهب". أما الصحفي غايل دي سانتيس فقد عاد مطولا إلى الكتاب الشهادة "المسألة" الذي ألفه هنري علاق الذي-كما قال- لم يفقد شيئا من قوته". توفي الصحفي و الكاتب و المناضل الشيوعي هنري علاق مؤلف كتاب "المسألة" عام 1958 الذي تضمن شهادات مفحمة عن التعذيب خلال حرب التحرير الوطني يوم الأربعاء في باريس عن عمر يناهز 91 عاما. و قد نوه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بعد وفاته بالمناضل المناهض للاستعمار هنري علاق بعد تلقيه نبأ وفاته مؤكدا أن كتابه "المسألة" الذي صدر في 1958 "نبه بلدنا إلى واقع التعذيب في الجزائر". وأضاف في بيان تحصلت (وأج) على نسخة منه أن "هنري علاق ناضل طوال حياته من أجل كشف الحقيقة". و ستنظم وقفة ترحمية لهنري علاق من طرف عائلته و أصدقائه و زملائه في الكفاح يوم 29 جويلية صبحا بالمقبرة الباريسية لو بير لاشيز حيث سيوارى الثرى.