تستعد جمهورية مالي إلى إجراء انتخابات رئاسية مصيرية وحاسمة من شأنها أن تعيد الأمن والاستقرار لهذا البلد الإفريقي الواقع ضمن ما يعرف بمنطقة "دول الساحل" والذي يعيش على وقع الاضطرابات منذ الانقلاب الذي أطاح برئيس البلاد أمادو تومانو توري في مارس 2012. الموقع الجغرافي: دولة مالي أو جمهورية مالي وعاصمتها باماكو هي دولة غير ساحلية تقع في غرب أفريقيا وتتقاسم حدوده الإقليمية مع سبع دول هي الجزائر شمالا والنيجر شرقا وبوركينا فاسو وساحل العاج من الجنوب وغينيا من الجنوب الغربي والسنغال وموريتانيا من الجهة الغربية . وتنقسم هذه البلاد ذات الخصائص الطبيعية القاسية إلى ثلاثة أقاليم هي الصحاري القاحلة في الشمال والسهول شبه الصحراوية في الوسط وأراضي الحشائش المنبسطة في الجنوب بينما توجد مرتفعات جبلية قليلة بها ويمر بها نهران هما "نهر النيجر" و"نهر السنغال". -المساحة و السكان: تزيد مساحة مالي عن مليون و240 ألف كلم ويبلغ عدد سكانها 14.85 مليون نسمة بكثافة سكانية تقدر ب 11نسمة / كلم حيث يعيش 73 بالمائة منهم في مناطق ريفية في حين يسكن المدن 27بالمائة من السكان فقط. - تقسيم إدراي: تتكون مالي من ثماني مناطق (مقاطعات) تحمل كل منطقة إسم المدينة الكبرى بها وتنقسم كل منطقة بدورها إلى 49 دائرة وأهم هذه المناطق "كايس" و"باماكو" و"سيكاسو" و"سيغو" و"موبتي " و"تومبوكتو" و"غاو" و"كيدال". - نظام الحكم: مالي هي جمهورية عاشت منذ استقلالها تحت حكم الحزب الواحد إلى غاية إنقلاب 1991 الذي قام به آمادو توماني توري ضد نظام موسى تراوري وهو الإنقلاب الذي أسفرعن كتابة دستور جديد وفتح التعديدة الحزبية بالبلاد. وتتكون السلطة التشريعية في مالي من غرفة برلمانية واحدة أما السلطة التنفيذية فهي بيد رئيس الدولة و الحكومة بينما تشرف المحكمة العليا للبلاد على السلطة القضائية. - الرؤساء: تعاقب على كرسي الرئاسة في البلاد خمسة رؤساء منذ الاستقلال وهم موبيدو كايتا (1960 1968) و أطيح به بانقلاب تزعمه موسى تراوري الذي ترأس البلاد من 1968 إلى 1991 وأطيح به هو الآخر أطيح به بانقلاب ليتم تشكيل " الهيئة الانتقالية لإنقاذ الشعب" التي ترأسها أمادو توماني توري . وفي سنة 1992 تم إنتخاب ألفا عمر كوناري وأعيد انتخابه لعهدة رئاسية ثانية سنة 1997 ثم عاد الرئيس الإنتقالي السابق آمادو توماني توري سنة 2002 عن طريق الإنتخابات وفي سنة 2007 أعيد إنتخابه لولاية ثانية بحوالي 70 بالمائة من أصوات الهيئة الناخبة لتكون هذه الإنتخابات آخر موعد ديمقراطي حيث تم في مارس 2012 الإطاحة بتوماني توري بإنقلاب قبيل أشهر قليلة من موعد الإنتخابات الرئاسية الخامسة في تاريخ هذا البلد. - الجيش: يتكون الجيش المالي من 7350 جندي و 4800 شبه عسكري حسب تقرير المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية الصادر السنة الجارية 2013. - الإقتصاد: يتركز القطاع الاقتصادي في البلاد حول الزراعة وصيد الأسماك ويوجد في مالي بعض الموارد الطبيعية مثل الذهب واليورانيوم والملح بينما يشكل القطن المحصول الرئيسي للتصدير ويشكل نصف الصادرات من البلاد. وتعمل مالي أيضا على تصدير الأسماك والجلود والماشية واللحوم والفول السوداني. وتتمثل أهم الواردات في المواد الكيميائية والمواد الغذائية والآلات والنفط والمنسوجات بينما يتم التبادل التجاري بشكل أساسي مع دول غرب إفريقيا وفرنسا وبعض دول غرب أوروبا. -الشعار و العملة: الشعار الوطني لمالي هو "شعب واحد هدف واحد ولاء واحد" ونشيدها الوطني هو "من أجل أفريقيا ومن أجلك مالي" و عملتها هي الفرنك الغرب إفريقي (سيفا). - الصحة و التعليم: تعاني من تدني المستوى الصحي حيث يقل متوسط العمر المتوقع فيها عن 50 سنة ويموت فيها نحو نصف الأطفال حديثي الولادة كما تنتشر فيها الملاريا التي تتسبب في أكبر نسبة للوفيات بين الأطفال ويوجد عدد غير كاف من الأطباء لخدمة السكان. كما تنتشر بالبلاد ظاهرة الأمية حيث يوجد نحو 69 بالمائة من المواطنين الراشدين لا يعرفون القراءة والكتابة في حين أن 27 بالمائة فقط ممن هم فوق سن 15 سنة يستطيعون القراءة والكتابة . - اللغة والتاريخ: الفرنسية هي اللغة الرسمية في مالي على إعتبار أنها كانت مستعمرة فرنسية حصلت على إستقلالها سنة 1959 تحت إسم "إتحاد مالي" الذي ضم آنذاك دولة السنغال غير أن هذا الإتحاد إنحل سنة 1960 لتقوم بذلك دولتان هما مالي و السنغال أما لغة التواصل في المجتمع هي "البامبارية" إضافة إلى الأمازيغية والعربية. - الديانة والأعراق: يدين الماليون بنسبة 90 بالمائة بدين الإسلام أما المسيحيون فهم 5 بالمائة من المجتمع المالي والبقية يدينون بديانات محلية و يتشكل هذا المجتمع من فسيفساء عرقية تضم حوالي عشرين أصلا أبرزهم "الملنديون" و "الفلا" و "الطوارق" و"العرب" و"الصونغهاي" و" البامبارا".