تشهد مدينة برج باجي مختار بأقصى جنوب ولاية أدرار عودة الهدوء تدريجيا عقب الأحداث التي شهدتها خلال الأيام الماضية حسب ما أكد يوم الثلاثاء ل (وأج) عدد من سكان أحياء هذه المدينة الحدودية. وفي هذا الشأن أكد منسق اللجنة المحلية المشكلة لتنفيذ اتفاق الصلح بين الطرفين المتخاصمين العربي لادمي عبد الحميد أن "الجهود التي بذلت من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق أثمرت عن عودة الهدوء التدريجي إلى يوميات قاطني هذه المدينة" مشيرا إلى أن " الاتصالات والمشاورات مازالت مستمرة مع أطراف النزاع لاحتواء الوضع بصفة نهائية''. وبدوره وصف الحاج كينا أحمد من حي الوسط وأحد أعيان المنطقة الأوضاع السائدة في المدينة ب "المريحة نسبيا" منذ عشية أمس الاثنين مقارنة مع الأيام الماضية مشددا على "ضرورة الحفاظ على استمرارية هذه الأجواء من أجل عودة الحياة الطبيعية للسكان". أما المولاة لالة من حي 20 أوت فقد أعربت عن ارتياحها للأجواء الهادئة التي تسود شوارع المدينة منذ بداية الأسبوع الجاري غير أنها ألحت على "ضرورة الإسراع في جلب المساعدات وتموين السكان بالمواد الاستهلاكية والأدوية سيما في ظل غلق أغلب المحلات التجارية مما تسبب في ندرة حادة في هذا المواد الضرورية''. وفي إطار متابعة هذا الوضع تم صباح اليوم عقد جلسة استثنائية لأعضاء المكتب الموسع للمجلس الشعبي الولائي لولاية أدرار بهدف الإطلاع على الوقائع الميدانية بعد الاستماع إلى موفدي المجلس لمنطقة برج باجي مختار والنظر في الإجراءات المتخذة في هذا الشأن مثلما أشار إليه رئيس المجلس الشعبي الولائي البكري البكري. وقد جاءت هذه التصريحات لتؤكد ما ذهبت إليه مصالح الولاية في هذا الصدد والتي كانت قد أشارت إلى عودة الهدوء إلى مدينة برج باجي مختار مضيفة أن الاشتباك التي وقع أمس الاثنين بهذه المنطقة يبقى "حالة منعزلة تماما" عن الخلافات التي عرفتها مدينة برج باجي مختار مؤخرا. وكانت مدينة برج باجي مختار الحدودية قد شهدت أعمال شغب اندلعت ليلة الثلاثاء الماضي على إثر محاولة سرقة محل تجاري قبل أن يتأزم الصراع بين أقارب صاحب المحل وأقارب الشخص المتورط في محاولة السرقة متسببا في سقوط 8 قتلى و41 جريحا إضافة إلى حرق وتخريب بعض الممتلكات الخاصة حسبما ما أكدته مصالح الولاية. وفي أعقاب هذه المناوشات قامت الأجهزة الأمنية بعد تدخلها ميدانيا لفض النزاع وإعادة الهدوء باعتقال 40 شخصا متورطا في هذه الأحداث تم تقديمهم للجهات القضائية قصد التحقيق معهم حيث يرتقب محاكمتهم خلال الأيام القليلة القادمة حسبما علم من مصدر قضائي. من جانب آخر تمت مباشرة اتصالات مكثفة بين أطراف النزاع تحت إشراف السلطات الولائية والأعيان وفعاليات المجتمع المدني لتهدئة الوضع حيث أفضت هذه المشاورات إلى التوصل لاتفاق بين الطرفين لوضع حد وحل نهائي لهذا النزاع.