رغم الهدوء الحذر الذي يسود شوارع القاهرة تدق القوى السياسية ووسائل الاعلام المصرية ناقوس الخطر من المظاهرات التي دعا لها التحالف الوطني من أجل الشرعية الذي تتزعمه جماعة الاخوان المسلمين للاحتشاد في الشوارع والدخول في عصيان مدني إبتداء من غد الجمعة وسط تخوفات من تجدد اعمال العنف كما جرى في أحداث 14 أوت الماضي. و تحسبا لاي اعمال تخريب او عنف إتخذت الحكومة المصرية اجراءات امنية مشددة حيث اعلنت وزراة الداخلية المصرية في بيان لها اليوم ان قوات الامن في أتم الجاهزية لمواجهة "أية تداعيات أو خروج عن القانون والتصدى بكل حزم وقوه لمحاولات التأثير على إستقرار الأمن العام أو التعدي على المنشآت " محذرة من انها ستستخدم الذخيرة الحية وفقا لضوابط حق الدفاع الشرعي. وأشارت الوزارة إلى دعوات بعض قيادات جماعة الإخوان التي لا تزال"تتنصل من المتابعات الامنية" للخروج صباح الجمعة في مسيرات عبر المحافظات مبرزا أن فعاليات الاخوان المسلمين الاحتجاجية إتسمت خلال المرحلة الأخيرة ب"العنف وإقترنت بأعمال الفوضى والتخريب". وقد أعلنت الدوائر الحكومية المصرية حالة الطوارئ في جميع المؤسسات والمنشآت الهامة والمناطق والمتاحف الأثرية بمختلف المحافظات وتم وضع قوات الجيش والشرطة على اهبة الاستعداد لمواجهة أي انفلات امني او اعمال تخريب او عنف فيما وجهت القوات المسلحة المصرية نداء لاصحاب العمارات والمباني لمنع أي عناصر مجهولة من إعتلاء الأسطح والابلاغ عن ذلك تخوفا من تكرار حوادث اطلاق النار على قوات الامن من قبل مسلحين. وتحسبا لأي إشتباكات بين قوات الجيش والامن والعناصر المسلحة داخل المدن اهابت المؤسسة العسكرية على لسان المتحدث باسمها اليوم بالمواطينين التعاون مع قوات الجيش وذلك بإخلاء مواقع الأحداث لإتاحة الفرصة للقوات للتصدي للوضع. —التحالف الوطني من أجل الشرعية يدعو للإحتشاد غدا للمطالبة باسترداد حقوق الثورة— ياتي ذلك في الوقت الذي جدد فيه التحالف الوطني لدعم الشرعية المتكون من 11 حزبا وحركة سياسية تنتمي للتيار الاسلامي بزعامة جماعة الاخوان المسلمين ظهر اليوم الدعوة لانصاره للاحتشاد غدا الجمعة في ميادين وشوارع كافة المحافظات المصرية لمواصلة رفض "قرارات" السلطات الجديدة والمطالبة ب"استرداد ثورة" 25 يناير 2011 بعد العفو عن الرئيس الاسبق مبارك. كما أعلن التحالف في بيان له عن بدء تفعيل "خطة العصيان المدني السلمي" ابتداء من يوم غد ك"وسيلة مؤثرة لانهاء الانقلاب" وتحقيق كافة" مطالب الثورة" حسب البيان الذي لم يحدد مدة هذا العصيان. غير ان التحالف فتح بابا من جهة اخرى على السلطة وقال ممثلون عنه خلال مؤتمر صحفي اليوم إنه "لا يتحفظ على مبادرات التهدئة" التي يقوم بها وسطاء حقنا للدماء على ألا تتنكر "لإرادة الشعب صاحب الثورة وصاحب السيادة الحقيقي وأن تستهدف الحفاظ على حقوق الضحايا ". وذلك تاكيدا على وجود اتصالات بين قيادات اخوانية من الصف الثاني ومسؤولين حكوميين لتهدئة الاجواء وحث الاخوان على الالتزام بسلمية مظاهرات الغد واحترام حظر التجوال. وكان القيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية مجدى قرقر كشف في تصريحات امس عن "عودة الوساطة" بين الاخوان والجيش من قبل أطراف داخلية على رأسهم مسؤولون في الأزهر وعدد من الشخصيات العامة. و أشار إلى أن جهود الوساطة تهدف إلى "تهيئة الأجواء للدخول في حوار شامل " بين الاخوان والسلطة من خلال وقف عمليات الملاحقة الأمنية والإفراج عن المعتقلين غير المتهمين فى قضايا القتل موضحا أن نجاح تلك المفاوضات يتوقف على مدى استجابة الطرف الآخر وكيفية التعامل الأمنى مع مظاهرات الغد. وقدم قياديون في التيار السلفي مبادرة لعقد لقاء مع قيادات اخوانية تحت رعاية شيخ الازهر لبحث سبل الخروج من الأزمة السياسية التي تشهدها مصر وحتى لا تشهد البلاد أى أعمال عنف جديدة فيما لم تعلن الاخوان بعد موقفهم من هذه المبادرة. غير ان ما يشوب تلك الاتصالات هو زيادة توتر الوضع الامني وتواصل المظاهرات وكسر حظر التجوال ومحاولات الاعتداء على مراكز الشرطة في العديد من المحافظات من قبل انصار الرئيس المعزول في الوقت الذي تواصل فيه اجهزة الامن المصرية حملة المداهمات الامنية للبحث وتوقيف قيادات ونشطاء الاخوان المسلمين على خلفية الاحداث التي تشهدها البلاد منذ قرار عزل مرسي في 3 جويلية الماضي والتي خلفت حتى الان نحو الف قتيل حسب ما اوردته مصادر حقوقية مصرية. وقد تم خلال 48 ساعة الاخيرة اعتقال العشرات من اعضاء الاخوان المسلمين بمختلف المحافظات من بينهم القادي محمد البلتاجي الذي اعتقل ظهر اليوم. وحسب مصادر حقوقية مصرية فإن عدد المعتقلين في صفوف الاخوان وحلفائهم منذ 3 جويلية الماضي وصل إلى اكثر من 9 الاف معتقل غير ان مصادر امنية تؤكد أن كل المعتقلين متهمين بقضايا.