وجهت المجموعة البرلمانية الخاصة بالصحراء الغربية في الكونغرس الأمريكي امس الثلاثاء رسالة للرئيس باراك أوباما طالبة منه اتخاذ موقف صارم تجاه العاهل محمد السادس بشأن مسألة حقوق الصحراويين و ادراج هذا المشكل ضمن المواضيع الأولوية للمحادثات التي سيجريها معه قريبا. و جاءت هذه الرسالة بعد رسالة أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي طلبوا فيها مؤخرا من الرئيس الأمريكي الإلحاح على مسألة حقوق الصحراويين خلال اللقاء الذي سيجمعه بالعاهل المغربي يوم الجمعة المقبل بالبيت الأبيض و حث هذا الأخير على التوقف عن عرقلة انشاء آلية لمراقبة حقوق الانسان ضمن بعثة المينورسو. و أكد أعضاء هذه المجموعة البرلمانية في رسالتهم "نراسلكم للتعبير عن انشغالنا بمسألة انتهاكات حقوق الانسان في الصحراء الغربية التي ترتكبها قوات الأمن و الشرطة السرية للعاهل محمد السادس ضد الصحراويين الذين يبحثون عن انهاء حوالي 40 سنة من احتلال الصحراء الغربية من قبل المغرب". و أضافوا "عندما ستلتقون بالعاهل المغربي محمد السادس خلال زيارته للولايات المتحدة نرجو منكم التطرق إلى مشكل انتهاكات حقوق الانسان بشكل مباشر و ابراز ضرورة مراقبة هذه الحقوق في الصحراء الغربية". و في هذا الشأن أكدوا أن دور الولاياتالمتحدة كرائد عالمي في مجال حقوق الانسان "لا ينبغي أبدا أن تعرقله حكومة تنتهك حقوق الانسان بشكل صارخ". كما أكدوا من جهة أخرى "انشغالهم" ازاء قرار المغرب كأهم حليف للولايات المتحدة خارج منظمة حلف شمال الأطلسي المتمثل في إلغاء المناورة العسكرية الأمريكية-المغربية في أفريل الماضي بسبب مشروع اللائحة الذي قدمته الولاياتالمتحدة لمجلس الامن لادراج آلية لمراقبة حقوق الانسان ضمن المينورسو. و في هذا الشأن أوضحوا أن قرار المغرب بالتخلي عن مشاركته في هذه المناورة العسكرية ترجمت بإعادة نشر حوالي 1.400 عسكري أمريكي كانوا على أرض الميدان في المغرب و تبذير اموال الأمريكيين الخاضعين للضريبة. أخطر من ذلك يطرح هذا القرار المغربي المفاجئ "أسئلة جدية حول مصداقية" المغرب كشريك في مجال الامن حسبما أضافوا. و أوضحوا أنه ينبغي أن تشكل آلية لمراقبة حقوق الانسان في الصحراء الغربية "محل جدل" لسبب بسيط هو أن انشاء مثل هذه الأداة ضمن المينورسو يعد "إجراء عاديا" لقوات حفظ السلام الأممية. و تتمثل الحجة القوية الأخرى التي قدمها هؤلاء المنتخبين الأمريكيين في أنه منذ أن رفضت الحكومة المغربية دخول العديد من المنظمات غير الحكومية على غرار هيومان رايت ووتش و منظمة العفو الدولية و فريدوم هاوس الأراضي الصحراوية تحت رقابة المغرب "أصبحت قدرة المينرسو على التحرك كهيئة مستقلة و حيادية لمراقبة حقوق الانسان ضرورية". و تضمنت الرسالة التي وجهت لباراك اوباما حالات التجاوزات الخطيرة على غرار التعذيب و الاختفاءات القسرية و القيود المفروضة على حرية التعبير التي يرتكبها المغرب و التي ذكرت لاسيما في تقارير كتابة الدولة الأمريكية و مركز كينيدي للعدالة و حقوق الانسان. و بعد أن ذكرت بأن المينورسو أنشئت من قبل الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء من شأنه تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير أكدت هذه المجموعة البرلمانية لأوباما ان "وضع حد لانتهاكات حقوق الصحراويين الذين يعانون منذ زمن طويل يعد مرحلة هامة لتحقيق هذا الهدف و كذا السلم و الاستقرار في المنطقة". و تجدر الإشارة إلى أن هدف المجموعة البرلمانية الخاصة بالصحراء الغربية في الكونغرس الامريكي التي أنشئت في شهر أوت الماضي يكمن في الدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير و حماية حقوقه. تترأس هذه المجموعة مناصفة المنتخبة الديمقراطية لمينيسوتا بيتي ماك كولوم و المنتخب الجمهوري لبانسيلفانيا جوزيف بيتس.