أدان رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل) طارق متري التفجير الذي استهدف أمس الأربعاء بمنطقة (تاغوراء) في العاصمة الليبية "مسجد مراد آغا" ملحقا أضرارا بليغة بهذا المعلم الحضاري الهام. ونقلت مصادر إعلامية عن متري قوله في تصريح صحفي لدى زيارة قام بها للمسجد للوقوف على حجم الأضرار التي لحقت به أن "هذه الزيارة زيارة احترام وتوقير لهذا المسجد العظيم الذي يظهر غنى التراث المعماري الإسلامي" مستنكرا هذا "الاعتداء الآثم الذي يناقض قيم الإسلام السمح". وأضاف المسؤول الأممي أن "ليبيا في طور البناء والليبيون مدعوون ليتناصروا من أجل بناء بلدهم وأن لا يكون عندهم مكان للهدم" معربا عن الأمل في أن يكون "هذا العمل المؤسف خاتمة الحوادث التي تخل بأمن ليبيا والليبيين". وقامت عناصر مجهولة أمس الأربعاء بتفجير ضريح الوالي العثماني "مراد اغآ " الواقع بباحة مسجد "مراد اغآ " بتاغوراء شرقي العاصمة الليبية طرابلس. ويعد "مراد اغآ " الذي يحمل المسجد اسمه أول والي عثماني تسلم الحكم في ليبيا في الفترة ما بين 1551 و1553 ويعتبر هذا المعلم الديني والعمراني من أهم ما خلفه بطرابلس من مآثر تجسد جمال العمارة الإسلامية ورونقها الفريد. وكان رئيس الحكومة المؤقتة الليبية علي زيدان قد أدان أمس هذا الفعل واصفا إياه ب "الإرهابي" وأعرب عن "الأسف الشديد" لدولة تركيا الصديقة ولأهالي منطقة تاغوراء على هذا الحدث المشين والمسيء لتاريخ ليبيا والذي "لا يليق بأي أمة متحضرة". يذكر أن عمليات تفجير مماثلة طالت معالم تاريخية وأضرحة دينية في العديد من المدن الليبية من بينها /مصراتة/ و/زليتن/. وقررت الأممالمتحدة ارسال قوة خاصة تضم 235 رجل إلى ليبيا لحماية منشآتها في هذا البلد بسبب تصاعد اللاأمن حسب ما ذكره دبلوماسيون أمس الأربعاء. وحسب سفير الصين لدى الأممالمتحدة ليو جيي فان مجلس الأمن الدولي أعطى الضوء الأخضر لطلب جاء في رسالة من طرف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقال كي مون في الرسالة أن موظفي الأممالمتحدة في ليبيا "في خطر" جراء تصاعد الهجمات بسبب التوترات في طرابلس وكذا ل"غياب قوات أمن وطنية فعالة". وجاء في الرسالة أن هذه القوة الخاصة التي سيأتي أعضاؤها من بعثات الأممالمتحدة للسلام ستقوم بحراسة مقر المنظمة الأممية في طرابلس."وسيقومون بدور الردع ضد المتطرفين المناوئين للموظفين الأجانب". وقد عززت السفارات الأجنبية من اجاراءاتها الأمنية عقب الهجوم على قنصلية الولاياتالمتحدة في بنغازي في سبتمبر عام 2012 الذي خلف أربعة قتلى من بينهم السفير الأمريكي.