صعدت المعارضة الاوكرانية يوم الاثنين من حدة الاحتجاجات المطالبة باعادة التكامل مع الاتحاد الاوروبي بعد محاصرة الآلاف من أتباعها مبنى الحكومة في العاصمة كييف في خطوة للدفع بالقيادة الحالية للاستقالة. وتوجه في ساعات مبكرة من صباح اليوم الآلاف من المحتجين المؤيدين للتكامل مع الاتحاد الأوروبي من مكان إعتصامهم في ميدان الإستقلال الى مقر الحكومة القريب منه. وقال عدة مسؤولين حكوميين أن المتظاهرين أغلقوا جميع الطرق المؤدية إلى المبنى الحكومي مما حال دون وصول عدة وزراء إلى مكاتبهم وإجبارهم على العودة إلى منازلهم. وأشاروا إلى أن هؤلاء الوزراء طلب منهم انتظار التعليمات عبر الهاتف.واعلن الناطق باسم الحكومة الاوكرانية فيتالي لوكيانينكو إن السلطات "لا تفكر في فرض حالة الطوارئ في البلاد". وتأتي هذه التطورات بعد "إشتباكات عنيفة" عرفتها البلاد بين قوات الامن والمتظاهرين الذين اقتحموا مبنى إدارة العاصمة القريب من ميدان الاستقلال وحاولوا ايضا فرض سيطرتهم على مبنى الرئاسة غير ان القوات الخاصة تصدت لهم ومنعهتهم من ذلك ليصل عدد المصابين جراء اعمال العنف الى 285 مصابا منهم 165 شخصا في صفوف المتظاهرين و120 في صفوف الشرطة. المعارضة متمسكة بمواصلة الاحتجاجات الى غاية تنحي القيادة الحالية هددت شخصيات بارزة في المعارضة الأوكرانية أمام عشرات الآلاف من الأوكرانيين الليلة الماضية باستمرار المظاهرات المناهضة للحكومة الى غاية تنحي المسؤوليين الحاليين. كما تحدى المحتجون حكم محكمة صدر يوم امس الأحد يجرم التجمعات في ساحة الاستقلال حيث أكد زعيم المعارضة فيتالي كليتشكو أمام الاف المتظاهرين بالبقاء حتى تتحقق المطالب باستقالة حكومة رئيس الوزراء نيكولاي ازاروف واستقالة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش. الاتحاد الأوروبي يدعو الى الهدوء وألمانيا تندد باستخدام القوة ضد المحتجين وإثر تأزم الاوضاع في اوكرانيا التي تقود حاليا الرئاسة الدورية لمنظمة الامن والتعاون الاوروبي دعا الاتحاد الاوروبي القيادة في البلاد الى ضرورة التقيد و"بشكل كامل" بإلتزاماتها الدولية وتحترم حرية التعبير والتجمع . ودعا الأمين العام للحلف أندرس فوج راسموسن إلى ضرورة ضبط النفس من استخدام القوة بأي ثمن في البلاد وسط تصاعد التوترات بشأن الالتزامات الإقليمية للبلاد. وكانت مصادر أوروبية في بروكسل قد إستبعدت اليوم أن يفرض الاتحاد الأوروبي في هذه المرحلة عقوبات على أوكرانيا بسبب أعمال "القمع" بسبب موجة الاحتجاجات. وقال مصدر أوروبي إن سفراء الاتحاد المعتمدين في العاصمة الأوكرانية إجتمعوا مع وزير الداخلية الأوكراني وطلبوا منه توضيحات بشأن قمع المحتجين ولكن بروكسل لا تفكر في تدابير قسرية محددة في هذه المرحلة. كما تأمل الأوساط الأوروبية والأطلسية في الحفاظ على قنوات اتصال مع السلطات الأوكرانية والسعي لإحتواء الأزمة مع التخطيط لتفعيل العلاقات مع أوكرانيا لاحقا وتوقيع اتفاقية الشراكة معها رغم معارضة موسكو. كما أعربت الحكومة الألمانية من جهتها "عن استيائها" من مواجهة الشرطة الأوكرانية المظاهرات التي تطالب حكومة بلادهم بإرساء الحريات العامة والتقارب مع أوروبا التي خرجت خلال الأيام الثلاثة الماضية. وطالب وزير الخارجية الألماني جويدو فيسترفيليه الحكومة الأوكرانية بحماية المتظاهرين واحترام حقوق الإنسان وتلبية رغبة الشعب الأوكراني بالتقارب مع أوروبا مؤكدا دعم الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي لمطالب الأوكرانيين ومطالبا الحكومة الأوكرانية سحب شرطتها من الشوارع وعدم الاعتداء على المتظاهرين السلميين.