أكد رئيس المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي، محمد الصغير باباس، مساء يوم الأحد بالعاصمة الفرنسية أنه "لاينبغي مباشرة أي نشاط" في إطار الشراكة بين الجزائر و فرنسا لا تشرك فيه كفاءاتنا الوطنية الحاضرة ببلد الاستقبال. و صرح السيد باباس خلال لقاء صحفي نظم بالمركز الثقافي الجزائري بباريس بعد لقاء متبوع بنقاش مع الكفاءات الوطنية التي تمثل العديد من قطاعات النشاط "لقد حرصنا دوما في لقاءاتنا مع المسؤولين المحليين الفرنسيين على ابلاغهم أنه حيثما يسعها التعبير عن قدراتها لا بد من اشراك كفاءاتنا الوطنية في كل مرة نتعاون فيها معهم". و أضاف "قلت أيضا أن الجزائر لا تأمل في اقامة علاقات عادية**و تجارية مع فرنسا لكن بناء شراكة من خلال الكفاءات الوطنية". و قال السيد باباس أنه لاحظ لدى النخب الجزائرية المقيمة بفرنسا اهتماما "قويا و ملموسا" في تجديد الروابط مع بلدها الأصلي "يتعدى التذمرات التي أبدتها و الغضب الذي عبرت عنه أحيانا". و أكد السيد باباس أن أطراف الحديث التي تبادلها مع النخب الوطنية ميزها هذا "التمسك" بالبلد الأصلي و هذه العلاقة التي تأمل في "الحفاظ عليها و ترقيتها إلى أعلى المستويات". و اضاف أنه علاوة عن هذا "التمسك" لمس أيضا "اهتماما كبيرا" بالاقتراحات المقدمة في إطار هذه المهمة الجوارية التي يقودها المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي و المتمثلة في السعي بمعية هذه النخبة من الجالية الوطنية إلى "مد جسور شراكة حقيقية و بنائها بشكل جدي سوية و السعي إلى بلوغ الامتياز". و حسب السيد باباس فان أهمية هذا اللقاء لا تكمن في التوصل إلى نتائج يمكن أن تفضي على الفور إلى النتائج المطلوبة بل العمل سوية على مباشرة نشاطات ملموسة و التوجه نحو مشاريع واعدة في مجال التعاون. في هذا الصدد أبى السيد باباس إلا أن يوضح بأن السياق الذي تم اختياره لإطلاق هذه المبادرة الجوارية جاء في وقت "لا تحكمه أية آجال". و أضاف أن هذه المهمة الجوارية للمجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي التي "تتعدى موعد شهر أفريل و التي ستتوجه إلى دول بأوروبا و أمريكا و إلى دول عربية تعكس ارادة السلطات العمومية في ربط النخب بالاستراتيجية التنموية للبلاد المسطرة منذ وقت طويل. و ركز قائلا أن "المحور المركزي لهذه السنة يتمثل في تحسين قدرتنا على تخطي هذه المواعيد غير المسجلة بأجندتنا". و فيما يتعلق بالتعاون اللاممركز بين فرنسا و الجزائر الذي وصفه نفس المتحدث ب "القوقعات الفارغة" في إشارة إلى عمليات التوأمة بين مدن البلدين حيث اعتبر السيد بابس ان الأمر يتعلق اليوم أولا "بتنظيم" أنظمة الحوكمة على المستوى المحلي و الاقليمي في الجزائر قبل الانتقال إلى القدرة على التسيير و الحديث عن التوامة مع مدن أخرى بفرنسا " و "التمكن من الخروج بالإمكانيات الإيجابية". و يتعلق الأمر حسب السيد بابس بضمان "التناسق و التساوي" في مجال التكليف و القدرة على الأداء. و بعد تولوز و مرسيليا و ستراسبورغ و ليون التقت بعثة المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي التي يقودها السيد بابس بالتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية بباريس بالنخب الوطنية المقيمة بمنطقة باريس للتعبير عن الإرادة في بناء مستقبل الجزائر بالشراكة مع الجالية الوطنية. و تم بهذه المناسبة تنظيم ورشات حول ثلاث محاور رئيسية و هي تفاعل النخب الجزائرية مع بلدها الأصلي و إشكالية نمط النمو و تعزيز ديناميكية التعاون اللاممركز.