يعيش الفهد "سنداي" صاحب الخمس سنوات في حديقة الحيوانات الملحقة بحديقة التجارب للحامة بالعاصمة، و كغيره من الحيوانات المفترسة يجلب اهتمام الزوار كبارا و صغارا لكن هؤلاء يجهلون أن هذا الفهد الأصفر المرقط باللون البني يختلف عن بقية الحيوانات لكونه عاد للحياة مرتين. تعرض "سنداي" و هو في عمر 3 أشهر إلى هجوم من لبؤة تعيش بقفص مجاور، فحماسه و رغبته في اكتشاف محيطه دفعته لأحداث ثقب في السياج و الخروج منه ليجد نفسه بين أنياب اللبؤة التي تحركت غريزتها الحيوانية فكادت ان تفتك به. و تروي الطبيبة البيطرية الآنسة نزهة خوشان التي عايشت لحظات إنقاذ "سنداي" من قبل عمال الحديقة الذين جازفوا بحياتهم بالدخول الى القفص لتخليصه من موت محقق " لم يعتقد أي منا انه سينجو. كانت محاولة لا ارادية و شبه يائسة، لا احد من العمال فكر فيما سيحدث له و هو يحاول إخراج ساندي من مخالب اللبؤة". و واصلت الآنسة خوشان -التي تابعت حالة هذا الفهد و الذي يعتبر "محظوظا" كونه تمكن من النجاة- انه "بعد إخراجه من قفص اللبؤة وهو يصارع الموت، سهر الجميع على عودته الى الحياه خاصة بعد ان امضي 3 أيام في حالة غيبوية...". و أضافت بنبرة متأثرة و هي تتذكر معاناة هذا الحيوان "عندما عاد فهدنا الصغير إلى وعيه لم نصدق كلنا ذالك ، فالإنعاش و العلاج الاستعجالي الذي قدمناه له جاء بثماره فهو لم يمت و شكل لنا ذلك بصيص امل و بداية رحلة طويلة من العلاج". وكانت اصابته بليغة فالشبكة العصبية تاثرت و تمزقت في عدة نواح ، وشلت أطرافه السفلى تماما ما اضطر الفريق الطبي البيطري المعالج له الى قطع جزء من ذيله و لم يتمكن بعدها من المشي الا زحفا. و تلقى بعدها علاجا فيزيائيا و أخر لإعادة التأهيل، و كان يقاوم يوميا من اجل النهوض مرة ثانية على قوائمه الأربع ليستمر الأمر سنة كاملة لم يغادر فيها العيادة. و عرفت إصابته التي تعود الى سنة 2009 مضاعفات لم تختف تماما فباسترجاعه القدرة على المشي حتى و ان كان يعرج تسبب له في تعفن ذيله بسبب سقوط الفهد المتكرر، ادى الى توسع التعفن ما أدى الى قطع ذيله تماما. و أضافت الطبيبة ان هذه الفترة التي تعود إلى السنة الماضية كانت "جد قاسية و مؤلمة بالنسبة لساندي" و اعتقد الجميع أنهم سيفقدونه هذه المرة إلى الأبد، الا انه قاوم مجددا و عاد للحياة حتى و ان كان بدون ذيل. الحيوان اليوم بخير كما يتسنى للزوار رؤيته فقد تعافى في الاسابيع القليلة الماضية تماما من حالة الالتهاب التي اصابت جزءا اخر من جسده حيث كتبت له حياة ثانية حسب الطبيبة البيطرية التي تأمل في ان تتمكن مستقبلا من الحصول على الإمكانات التي تساعدها على متابعة حالة هذا الفهد لتكون هناك فرصة لتكاثره بحديقة الحامة خاصة و ان هذا النوع مهدد بالانقراض.