إحتفل مواطنو سائر ولايات جنوب الوطن يوم السبت بعيد الأضحى المبارك في أجمل مظاهر الإبتهاج الممزوجة بأجواء إيمانية والتمسك بأواصر صلة الرحم. و تجلى جانبا من مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة الدينية العظيمة بتوجه المصلين باكرا إلى المساجد لأداء الصلاة والإستماع إلى خطبتي العيد حيث كانت هذه المناسبة الدينية الجليلة فرصة للائمة للتذكير من أعلى المنابر جموع المؤمنين الذين غصت بهم بيوت الهإ العامرة بالعبرة من إحياء عيد الأضحى المبارك ومعاني الإمتثال لأوامر الله عز وجل والتي تجلت في صبر وطاعة النبئ سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام لها عندما أمره سبحانه وتعالى بنحر إبنه. وبعد أن دعا الخطباء جموع المصلين إلى استخلاص العبر من هذا الحدث الديني العظيم واستلهام منه معاني الخضوع وتطبيق أوامر الله عز وجل وطاعته حثوا على التآخي والتسامح والتكافل بين جميع أفراد المجتمع الواحد واغتنام مثل هذه المناسبات الروحية لإحياء معاني التواصل بين الأقارب ونبذ الأحقاد و الضغائن . و بعد إتمام صلاة عيد الأضحى المبارك شرع المؤمنون في نحر الأضاحي اقتداء بسنة خليل الرحمن النبي إبراهيم عليه السلام في أجواء من الفرحة الكبيرة التي صنع ديكورها الصبيان الذين تباهوا بهذه الأضاحي وتضرع الجميع في أن يتقبلها الله سبحانه وتعالى كما تقبلها من سيدنا إبراهيم عليه السلام. و تواصلت أفراح العيد بهذه المناطق من جنوب البلاد بالتغافر وتبادل التهاني والزيارات بين الأهل والأقارب والجيران. و إلى جانب عيادة المرضى في المؤسسات الإستشفائية وتقديم لهم الهدايا ومشاطرتهم أفراح العيد و الدعاء لهم بالصحة و العافية توجه مواطنون آخرون إلى المقابر للترحم على موتاهم و التضرع إلى المولى جل جلاله بأن يغمرهم بغفرانه وواسع رحمته. هذا وتستمر مظاهر الإحتفال بعيد الأضحى المبارك بولايات جنوب الوطن بإحياء عادات متوارثة عبر الأجيال تختلف في مظاهرها من منطقة إلى أخرى والتي تتمثل بالخصوص في إقامة مآدب وسهرات عائلية وتبادل أطباق لحوم الأضاحي في أجواء تكرس في مضمونها أسمى معاني صلة الرحم والتراحم بين أفراد المجتمع الواحد.