أعربت الحكومة الدنماركية يوم الثلاثاء عن أسفها للوضع "الجد خطير" في قطاع غزة جراء العدوان الاسرائيلي الاخير في الوقت الذي يرتفع فيه الضغط على التحالف الحكومي من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقال وزير التجارة والتنمية الدنماركي موغنس جنسن إن الوضع في قطاع غزة "خطير للغاية والتدمير الواسع للمدارس والمستوصفات والأراضي الفلاحية يجعل الفلسطينيين لا يستطيعون العودة إلى حياتهم الطبيعية التي كانت أصلا صعبة." وكانت كوبنهاغن أعلنت عن مخطط استعجالي جديد بقيمة 25 مليون كرونة دنماركية (4.2 مليون دولار) من أجل مساعدة الأطفال الفلسطينيين على استئناف توجههم للمدرسة. وقال جنسن في بيان له إنه "على الرغم من تفشي فيروس إيبولا والحرب القائمة ضد تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) والنزوح الكبير من سوريا والمجاعة التي تهدد جنوب السودان والصومال فإننا لا ينبغي أن ننسى الفلسطينيين والعدد الكبير لأطفال غزة. إنهم يعانون وبالتالي هم يحتاجون إلى مساعدتنا واهتمامنا". وكان أكثر من 2100 فلسطيني من بينهم 500 طفل استشهدوا خلال العدوان العسكري الإسرائيلي ضد قطاع غزة وتم تدمير البنيات التحتية للقطاع ومن ضمنها المدارس والمستشفيات. وحسب الأممالمتحدة فإنه تنبغي متابعة نحو 373 ألف طفل يعيشون في قطاع غزة لانهم يعيشون اضطرابات نفسية خلال السنة الدراسية الحالية. وذكر المصدر ذاته أن حصيلة العدوان العسكري الإسرائيلي الذي استمر لنحو 50 يوما أدى إلى أزمة إنسانية عميقة مع إصابة أكثر من 10 آلاف شخص بجروح من بينهم 3106 من الأطفال وكذا نزوح نحو 475 ألف نصفهم يقيمون في مدارس الأممالمتحدة. وعشية زيارة رئيس الدبلوماسية الدنماركية إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينيةالمحتلة وارتفاع الضغط في المملكة الاسكندنافية على الحكومة من أجل أن تحذو حذو السويد المجاورة وتعترف بدولة فلسطين اعتبر حزبان ضمن التحالف الحكومي أن رئيسة الوزراء هيلي تورنينج - شميت وباقي أعضاء الحكومة لا يمكنهم رفض الاعتراف بفلسطين على أساس أن الدنمارك ستكون معزولة داخل الاتحاد الأوروبي. وحسب حزب الشعب الاشتراكي وتحالف الحمر - الخضر فإن الحكومة السويدية اعترفت بفلسطين كدولة مستقلة وأن الأغلبية الساحقة من الحكومة البريطانية صوتت مؤخرا في إطار خطوة مماثلة. ويرى وزير الشؤون الخارجية الأسبق والناطق الرسمي حاليا باسم حزب الشعب الاشتراكي هولغر ك. نيلسن أنه ينبغي على كوبنهاغن استخدام جميع الوسائل الدبلوماسية المتاحة من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي. ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن نيلسن قوله "إن اعتراف الدنمارك بفلسطين يمكن أن يوفر دعما هاما للفلسطينيين ونأمل إقناع الطرفين على استئناف طاولة المفاوضات". ووفقا للمحللين فإنه من المرجح أن يحظى ملتمس الحزبين بالأغلبية في البرلمان. وكانت رئيسة الوزراء الدنماركية أكدت عقب قرار الحكومة الديمقراطية الاجتماعية الجديدة في ستوكهولم الاعتراف رسميا بدولة فلسطين أن بلادها "لا تعتزم أن تقوم بنفس خطوة السويد". وحسب وسائل الإعلام المحلية فإن تورنينغ- شميت رفضت أيضا دعم رسالة من قادة من الصف الاشتراكي الديمقراطي في البلدان الأربعة لشمال أوروبا تدين الحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. وجددت وزارة الشؤون الخارجية الدنماركية بمناسبة الإعلان عن مساعدة عاجلة جديدة لفائدة الفلسطينيين إرادتها لمواصلة العمل على إيجاد حل يقوم على حل الدولتين.