دعت الحكومة السودانية اليوم الأربعاء منظمة الأممالمتحدة إلى مراجعة "إدانتها المتعجلة" لقرار الخرطوم بإبعاد إثنين من المسؤولين الأمميين بالبلاد على خلفية "إهانتهما للشعب السوداني و قيادته السياسية" معتبرة أن هذا القرار "سيادي" و"لا رجعة فيه". وأعربت المتحدث الرسمي بإسم الخارجية السودانية يوسف الكردفاني في بيان -تلقت واج نسخة منه اليوم الأربعاء من سفارة السودان بالجزائر- عن "أسف" حكومة بلاده "لتعجل" الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في إدانته لقرار الحكومة السودانية بإبعاد كل من المنسق المقيم للشؤون التنموية والإنسانية للأمم المتحدة بالسودان على الزعتري والمديرة القطرية لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي بالخرطوم إيفون هيل "دون الوقوف على الأسباب الحقيقية" التي دعت إلى إتخاذ هذا القرار. ودعا المسؤول السوداني الأمين العام للأمم المتحدة إلى "مراجعة إدانته المتعجلة" لهذا القرار معتبرا أن إشارة بان كي مون إلى أن حكومة السودان "عاقبت" موظفي الأممالمتحدة العاملين في البلاد "غيرموفقة و غير مقبولة". وأوضح الكردفاني أن حكومة السودان لا تستهدف من خلال هذا القرار منظمة الأممالمتحدة بل أنه "قرار سيادي" تم اتخاذه في حق الزعترى نظرا لأنه "أساء للشعب السوداني وقيادته السياسية" عبر التصريح لأحد الصحف النرويجية في "خطوة تناقض مهامه كموظف دولي رفيع المستوى" مشيرا إلى أنه تم إستيضاح الزعتيرى في هذه القضية ولم يقدم أي توضيحات. وبشأن إبعاد المديرة القطرية لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي بالخرطوم إيفون هيل أوضح البيان أن "ذلك راجع إلى تحامل المعنية على الحكومة السودانية و تعاملها مع المسؤولين السودانيين بغطرسة و تعال كما أنها اتخذت دون مشورة الحكومة قرارات بإيقاف الدعم المالي و الفني لعدد من البرامج و المشاريع الإستراتيجية بما يتعارض مع مهامها فضلا عن تجاوزها إطار المساعدات التنموية بين الحكومة السودانية و الأممالمتحدة الموقع في يوليو 2012". وشدد المسؤول السوداني على ضرورة إلزام موظفي الأممالمتحدة ووكالاتها باحترام سيادة الدول الأعضاء في المنظمة مؤكدا أن حكومة السودان "ستمارس حقها السيادي في حالة تجاوز أي من المسؤولين الأمميين لإختصاصه و مهامه الوظيفية". وفي ذات السياق، نفى المتحدث باسم الوزارة أن يكون تمديد مهلة بقاء علي الزعتري إلى نهاية يناير الجاري تراجعا عن قرارها بإبعاده من البلاد، موضحا أنه تم تمديد مهلة مغادرة الزعتري للبلاد حتى نهاية يناير وذلك انتظارا لوصول خلفه وكذلك من أجل استكمال عدد من المشاريع التنموية الخاصة بالسودان. وأكد الكردفاني أن قرار الإبعاد للموظفين الأممين "لا رجعة فيه" وأنه قد تم في إطار حيثيات معلومة أوضحتها الخارجية السودانية, وبالتالي فإنه لا تراجع عن هذه القرارات، مشيرا إلى أن مديرة برنامج الأممالمتحدة الإنمائي بالسودان إيفون هيل قد غادرت البلاد بالفعل.