يعتبر العقيد عميروش (1926-1959) قائد الولاية الثالثة التاريخية " قائدا محنكا و خبيرا فذا بالخطط الحربية الإستراتيجية و في مجال تنظيم حرب الأدغال" حسب الشهادات المقدمة اليوم الأحد بتيزي وزو من قبل سليمان العيشور و محمد صادقي رفيقا سلاح بطل ثورة التحرير الوطني. وأشار المتحدثان في تدخلهما في إطار الأسبوع المنظم تخليدا لذكرى العقيد عميروش آيت حمودة من طرف المديرية المحلية للمجاهدين و متحف المجاهد بأن هذا القائد التاريخي "كان يحظى بسمعة كبيرة على المستوى الوطني و ليس بالولاية الثالثة التاريخية فقط." وأضاف المتدخلان بأن العقيد " كان يتدخل في كل مرة يسجل فيها نزاع في الأدغال حيث يتنقل إلى الولايات المعنية لتسوية الخلافات بغرض ضمان مواصلة الكفاح المسلح ضد الاحتلال الفرنسي" من ذلك أنه ساهم في إعادة تنظيم حرب الأدغال بالولاية الأولى التاريخية بعد استشهاد مصطفى بن بولعيد. وقد كشف تأمين مؤتمر الصومام (20 أغسطس 1956) من طرف عميروش مدى مهارة و حنكة هذا القائد العسكري الذي عين في أعقاب هذا اللقاء التاريخي في رتبة عقيد على رأس الولاية الثالثة التاريخية. كما برهن على قدراته كقائد من خلال " مقابلته للمجاهدين و تنقله عبر المنطقة التي كلف بها حيث كان يتحدث إلى السكان و المجاهدين بكل صدق و صراحة الأمر الذي ساهم في نشر الثقة بين الطرفين" كما أشار إليه سليمان العيشور. وأضاف هذا الأخير أن العقيد عميروش خلق نوعا من التنافس لتحفيز قادة المناطق على القتال مشيرا إلى أن عميروش طلب خلال أول اجتماع ما بين الولايات عقده معهم بمركز القيادة بونعمان بأزفون " بعدم تسجيل في تقاريرهم الأعمال المسلحة التي لم تكلل باسترجاع السلاح." ومن جهتهم يضيف المصدر حث قادة المناطق جنودهم من أجل تقديم تقارير إيجابية خلال الاجتماعات القادمة التي تجمعهم بالعقيد عميروش. و قد بعثت هذه الإستراتيجية الذكية تنافسا إيجابيا ساهم في دعم حرب التحرير الوطني. وفي معرض حديثهما عن قضية "البلويت" (العصفور الأزرق) الذي "زعزع قلب جيش التحرير الوطني و أسس الثورة " ذكر السيدان العيشور و صادقي بأن العقيد عميروش " تصرف بذكاء بصفته قائدا حربيا يقظا و هو ما مكنه بإبطال " الخطة الحربية " لجيش الاحتلال. تجدر الإشارة إلى أن هذه التظاهرة ستتواصل إلى غاية الخميس القادم بتقديم مداخلات و شهادات و تنظيم موائد مستديرة ينشطها مؤرخون و مجاهدون قدامى. كما يتضمن البرنامج تنظيم زيارات عبر مواقع تاريخية من بينها قرية إيغيل إمولا حيث تم سحب بيان أول نوفمبر 1954 و مركز التعذيب القديم لتقزيرت و قرية تسافت أوقمون مسقط رأس العقيد عميروش.