أفادت وزيرة تهيئة الاقليم والبيئة دليلة بوجمعة اليوم الثلاثاء بالعاصمة أن الجزائر تستغل اكثر من 180 الف طن سنويا من زيوت المحركات المستعملة "مما يستدعي تثمينها حفاظا على البيئة وصحة المواطن وخلق ثروة اقتصادية مستدامة". وأوضحت الوزيرة في أشغال الورشة الخاصة بمناقشة السبل الكفيلة بتثمين الزيوت المستعملة أن من بين هذه الكمية للزيوت المستعملة 50 بالمئة منها قابلة للاسترجاع والتثمين والرسكلة. وشددت السيدة بوجمعة على أهمية هذا اللقاء الذي نظم من طرف قطاع البيئة بالتعاون مع برنامج الاممالمتحدة للبيئة لدراسة كيفية تثمين زيوت المحركات المستعملة بتحسيس منتجيها بالاثار السلبية التي تنجر عنها لاسيما على البيئة والصحة. ودعت منتجي هذه الزيوت الى المساهمة في ترسيخ ثقافة بيئية للتسيير الانجع لهذه الزيوت وذلك عن طريق تثمينها بانشاء مؤسسات مصغرة مختصة. واعتبرت الوزيرة اعادة استرجاع هذه الزيوت بمثابة خلق "ثروة اقتصادية و مادة اولية لتدعيم الصناعة وتوفير مناصب شغل جديدة وتحقيق التنمية المستدامة". وذكرت بالمناسبة بكل الترسانة القانونية التي وضعت منذ سنة 2001 لاعادة تثمين مختلف النفايات من بينها نفايات الزيوت المستعملة التي تشكل "خطرا على البيئة والصحة". وأكدت الوزيرة من جهة اخرى استعداد قطاع البيئة لمرافقة كل المستثمرين لاسيما الشباب منهم بدعم التكوين وتوفير كل الوسائل والاجهزة الضرورية، مشيرة إلى ان اعادة تثمين ورسكلة النفايات يمكن ان يساهم في تحقيق مداخيل مالية مضافة تقدر ب 300 الف أورو سنويا. من جهتها أكدت ممثلة برنامج مخطط العمل المتوسطي جيهان السقة أن هذا البرنامج الذي استفادت منه الجزائر يهدف الى دعم ومرافقة الجهود الوطنية المبذولة في مجال مكافحة التلوث البحري. وأشارت السيدة جيهان ان "هذا المسعى جاء ايضا بعد التوقيع على مذكرة تفاهم في يونيو 2013 بين المركز الوطني لتكنولوجيات الانتاج الاكثر نقاء التابع لقطاع البيئة ومخطط العمل المتوسطي والذي يتضمن تسيير زيوت المحركات المستعملة في الجزائر لحماية البحر الابيض المتوسط من التلوث. ومن بين اهداف هذا المخطط المتوسطي ايضا-- تضيف المتحدثة--دعم تنفيذ المخططات الوطنية للبيئة وكذا وضع اطار قانوني لتسيير واسترجاع وتثمين نفايات الزيوت المستعملة ومكافحة آثارها على البيئة لاسيما على البحر الابيض المتوسط. و أكدت أنه سيتم خلال هذا اللقاء عرض طرق ادارة المشاريع والخطة الوطنية البيئية في الجزائر بالاضافة الى اعداد دراسة تقنية اقتصادية بيئية حول كيفية تثمين واستخدام نفايات الزيوت المستعملة لتحقيق الاقتصاد الاخضر. من جهتها اكدت الخبيرة من المركز الوطني لتكنولوجيات الانتاج الاكثر نقاء السيدة فازية دحلب أن الجزائر "تدعم حاليا عمليات جمع ونقل هذه النفايات الخطيرة لتفادي رميها في المحيط البيئي لاسيما في مناطق الساحل والوديان والفضاء الطبيعي للتخفيف من التلوث البيئي وحماية التنوع البيولوجي". غير أن الخبيرة أثارت اشكالية نقص الاجهزة والوسائل التقنية لتثمينها في الجزائر "مما يستدعي تصديرها نحو الخارج في الوقت الحالي".