استمتع الجمهور القسنطيني سهرة أمس الثلاثاء بالعرض الشرفي لمسرحية "صالح باي" لجمعية الشهاب للفنون الدرامية لعنابة و التي قدمت على خشبة المسرح الجهوي لقسنطينة. وتتطرق هذه المسرحية التي أخرجها سامي غريسي عن نص للكاتب و المؤرخ الجزائري حسان دردور -و هي ثاني عمل يتناول صالح باي بعد تلك التي قدمها المسرح الجهوي لقسنطينة في أبريل الأخير- إلى ثلاث حسناوات من الجزائر العاصمة خطف بصرهن مرور موكب صالح باي عبر شوارع الجزائر العاصمة باتجاه الخزينة (بيت المال) لتسليم الإتاوة السنوية لبايلك الشرق. ووسط مرح و غبطة لا توصف تشرع العاصميات الثلاث في ذكر إنجازات باي البايات لفائدة السكان و كذا شجاعة و طموح ذلك الذي تعدت شهرته و سمعته حدود بايلك الشرق الذي كان تحت حكمه لتصل إلى الجزائر العاصمة. و يأتي مشهد الأميرة زوجة داي الجزائر العاصمة حسين باشا و بنت الخزناجي (المكلف بالخزينة) الذي تنسب وفاته إلى صالح باي. و بفعل روح الانتقام تهمس في أذن زوجها من لقتل صالح باي. و من خلال رحلة بين الجزائر العاصمة و قسنطينة تتوالى المشاهد و تتسارع الأحداث و تتعقد و يزداد التواطؤ ضد صالح باي من جميع الجهات إلى أن قرر داي الجزائر العاصمة إقالته من مهامه و تعويضه بالباي الجديد إبراهيم باي. و يرفض صالح باي الذي أدى دوره العيد كابوش الخضوع للباب العالي و يقال الباي الجديد و ذلك في مواجهة بين الخصمين. إثرها تتم محاصرة قسنطينة من طرف جيش داي الجزائر العاصمة و تهتز بفعل إثارة الصراع بين الموالين لصالح باي و خصومه و التي أدرك في لحظة ما عواقب ذلك التمرد على السكان و استسلم للأمر. و يسدل الستار على إعدام صالح باي على وقع الأغنية الشهيرة "قالو العرب قالو" التي تخلد أكبر حكام الفترة العثمانية الذي عرفته قسنطينة. و في هذا السياق أوضح ل"وأج" أحد مشاهدي هذه المسرحية التي تتبعها باهتمام كبير جمهور على دراية بالفن الرابع بأن هذا العمل "يعد رحلة أخرى عبر تاريخ قسنطينة مع وصاية الجزائر العاصمة" . وبدوره أفاد مخرج المسرحية بأنها "تخلد أسطورة صالح باي" مبرزا بأن هذا العمل الذي كتب نصه منذ حوالي خمسين سنة يقدم "رؤية" حول باي البايات قبل أن يحيي أداء الشباب الموهوبين الذين أدوا مختلف الأدوار بعضهم صعد لأول مرة على الخشبة. و سيتواصل عرض مسرحية "صالح باي" التي تكفل بسينوغرافياتها نجم شراد و يندرج تقديمها ضمن برنامج دائرة المسرح لتظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لعام 2015" بكل من أم البواقي و باتنة و بجاية و سطيف و الجلفة و النعامة إستنادا لما صرح به مخرجها.