دعا رئيس المجلس الشعبي الوطني, العربي ولد خليفة يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة إلى ضرورة "تكاتف" الجهود و"التوافق" بين الفعاليات السياسية والتنظيمات الاجتماعية والثقافية لحماية الجزائر والدفاع عن أمنها واستقرارها. و في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للمجلس الشعبي الوطني ألح السيد ولد خليفة على ضرورة أيضا "التسلح بالأمل والثقة لتحقيق الأهداف المرسومة في برنامج رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة والتغلب على التحديات التي تواجه الدولة والمجتمع". و بالمناسبة أوضح رئيس المجلس أن انعقاد دورة الخريف تتزامن مع الدخول الاجتماعي حيث يعود --كما قال-- "الكثير من العاملات والعمال إلى مواقع عملهم في القطاعين العام والخاص كما يتوجه الملايين من تلاميذ المدارس ومعاهد التكوين المهني وطلبة الجامعات والمعاهد إلى مقاعد الدراسة". و تأسف على أن دخول هذه السنة قد سبق ب"موجة من التشاؤم والتيئيس على لسان قيادات حزبية وبعض الخبراء ووسائل الإعلام وتقديم صورة قاتمة ومخيفة للأوضاع الاقتصادية والمالية الراهنة للجزائر, وهذه وجهات نظر ومواقف من مواقع معينة". غير أنه أشار بأنه "بعيدا عن التقليل من المصاعب وبعيدا عن التهويل والتخويف, فإن هناك حقائق موضوعية ينبغي التذكير بها", حيث قال بأن الجزائر تبنت منذ بداية هذه الألفية بقيادة الرئيس بوتفليقة "تصورا استراتيجيا للتنمية منحها درجة مرتفعة من المناعة المالية, وقدرة على استباق الأزمات الاقتصادية والمالية وانخفاض أسعار المحروقات وهي أزمة عالمية تتعرض لها أغلب البلدان بما فيه أقوى الاقتصاديات المهيمنة في العالم". و من بين القرارات المتخذة في إطار تلك الإستراتيجية ذكر السيد ولد خليفة "الدفع المسبق للديون الخارجية, ضبط التوازنات الاقتصادية والمالية الكلية, ترشيد النفقات العمومية (...), الاستثمار في مشاريع تنموية إستراتيجية وخاصة في الزراعة والري والطاقة, دعم مبادرات إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة و كذا الاستثمار في البنية التحتية المهيكلة ذات البعد الاستراتيجي في النقل والسكك الحديدية والموانئ والمطارات والسدود والكهرباء وتحلية المياه". وأشار أن الجزائر قد تمكنت بفضل هذه الإستراتيجية التنموية من "الارتقاء في المؤشرات العالمية للتنمية وتعزز استقرارها الاقتصادي نتيجة لضعف مديونيتها الداخلية والخارجية", بل و تعززت مصداقيتها بمساهماتها الفعلية --كما قال-- "في الاستقرار المالي العالمي من خلال تقديم قروض لصندوق النقد الدولي, بعدما كانت رهينة الديون الخارجية ومخططات إعادة الهيكلة من طرف نفس هذه المؤسسة العالمية". و من هذا المنطلق دعا السيد ولد خليفة الشركاء في خدمة الوطن إلى الاطمئنان والتفاؤل بحاضر الجزائر"الآمنة" و"المستقرة" والرفع من معنويات الأمة والثقة في وصولها في الأمد المنظور إلى "مرتبة البلدان الصاعدة بفضل تشجيع الاستثمار الداخلي الوطني والأجنبي في القطاعين العام والخاص". للإشارة فقد قررت المجموعة البرلمانية لجبهة القوى الاشتراكية مقاطعة افتتاح الدورة البرلمانية احتجاجا على طريقة عمل البرلمان.