تم يوم 28 أكتوبر 1962 رفع العلم الوطني على مبنى مقر التلفزيون والإذاعة بالجزائر العاصمة مشكلا حدثا يؤرخ لإستعادة السيادة الوطنية على السمعي البصري في الجزائر. وكانت البلاد التي أضحت حرة تستعد لإحياء الذكرى الأولى لاندلاع الثورة التحريرية. وكان فريق "صوت الجزائر المكافحة" تحت إشراف الصحفي والمناضل الراحل عيسى مسعودي قد تمكن من رفع بنجاح لتحدى كبيرعبر ضمان استمرار بث برامج الإذاعة و التلفزيون عقب المغادرة الجماعية للطاقم الفرنسي آنذاك. وفي وقت لاحق أي يوم 1 أغسطس 1963 تم تأسيس الإذاعة والتلفزيون الجزائري لتكون بذلك إنطلاقة مؤسسة ذات بعد كبير ستحول المشهد التقني للاتصال في الجزائر. "إنه لشرف لنا كجيل جديد للتلفزيون الوطني لتسجيل وقفة والعودة 53 سنة إلى الوراء ومن زوايا مختلفة والتمعن في العمل الجبار الذي قام به أسلافنا لنرى كيف تمكن عمال بسطاء قد من ضمان استمرار البث التلفزيوني بعد مغادرة عدد كبير من التقنيين الفرنسيين" حسبما أبرز في حديث لوأج المدير الجهوي للمؤسسة الوطنية للتلفزيون لوهران أحمد بن صبان. "لقد كانوا مجرد عمال بسطاء بقدرات محدودة مع وجود وسائل تقنية تمكنوا من تشغيلها وتجنب انقطاع البث. اليوم وبعد مرور 53 عاما وجيل بعد جيل يمكننا أن نلاحظ التقدم المحرز والإنجازات التي حققها التلفزيون" كما أضاف السيد بن صبان. وأشار من جهة أخرى الى أن عمال وسائل الإعلام الوطنية قد دافعوا دائما على استقرار البلاد وضحوا من أجله. ولوحده يعد قطاع التلفزيون نحو 56 من شهداء الواجب الوطني. الأولوية للإعلام الجواري وفيما يتعلق بالعمل الجواري الذي تقوم به يوميا المؤسسة الوطنية للتلفزيون فإن أحمد بن صبان يشبهه ب "طريق سيار باتجاهين". "يجب علينا أن ننقل إلى السلطات العمومية انشغالات المواطن وفي الوقت نفسه تقديم إلى هذا الأخير إستراتيجية الدولة في تسيير مشاريع التنمية لفائدته" وفق ذات المتحدث مشيدا بالجهود المبذولة بمحطة وهران لتحقيق هذه الازدواجية من خلال عمل جواري يومي. "إننا نضمن مهمة الخدمة العمومية" كما ذكر. وأبرز أيضا أن المحطة الجهوية لوهران تغطي 12 ولاية في بلد جد شاسع بمواصفات قارة. "في بعض الأحيان تختلف انشغالات المواطنين من حي إلى أخر فكيف يكون الأمر من مدينة إلى أخرى ومن ولاية إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى يعد الأمر صعب بالنظر الى شساعة المساحة. ولكن يتعين القيام بعملنا بشكل كامل وبضمير وكمهنيين" مضيفا "نحاول انطلاقا من محطة وهران الوصول إلى أقصى نقطة بالمناطق النائية من هذا الإقليم الكبير". أما بالنسبة لانشغالات المواطنين فقد أوضح السيد بن صبان أنها ليست اجتماعية فحسب ولكن اقتصادية وثقافية أيضا. لكل شريحة من المجتمع اهتماماتها وانشغالاتها ومشاكل يتعين تلبيتها. محطة رائدة ويتفق المتخصصون والجمهور على أن محطة وهران كانت دائما رائدة في مجال البرامج التي تجمع جميع أفراد العائلة منها على سبيل المثال "بلا حدود" و"شعيب الخديم" للراحل سيراط بومدين وكذا إنتاجات عبد القادر علولة. أما اليوم ومن خلال التوجيهات الأخيرة للمدير العام للمؤسسة الوطنية للتلفزيون تم تحديد محوري عمل: إعادة تنظيم قسم الأخبار وإعادة بعث الإنتاج لا سيما وأن وهران تشهد حاليا ديناميكية متميزة من خلال العديد من مهرجانات السينما والموسيقى وغيرها فضلا عن العديد من اللقاءات الدولية ذات الأهمية الكبرى. وعلاوة على ذلك شرعت محطة وهران مؤخرا في بث برنامج أدبي من تلمسان بعنوان "ليلة الشعراء" والذي يهتم بجميع الفنون: المسرح والشعر والموسيقى والمسرح. ويعتبر مدير محطة وهران بأن "كل فن هو شعر". كما تعتزم المؤسسة الوطنية للتلفزيون تنظيم قريبا سهرة فنية كل شهر بالتعاون مع المسرح الجهوي "عبد القادر علولة" لوهران بهدف إتاحة الفرصة للفنانين والمبدعين التعريف بأعمالهم. ويوجد برنامج جديد بعنوان "أنتم أيضا" على رفوف المحطة. وسيقدم من طرف أحمد بن صبان حيث سيتم دعوة شخصيات تنشط في مجالات مختلفة للحديث عن مسيرتهم وتجاربهم. كما يجري إعداد برامج أخرى منها "المعروضة تربح" الذي يتضمن إستجواب المارة وإسترجاع معهم ذكريات وتجارب سابقة. ولن يكون ضيف الحصة "نجما" بالضرورة بل مواطنين عاديين على مستوى مقهى أو سوق وغيرها من الأماكن العمومية. وتحضر محطة وهران لعودة برنامج "بلا حدود" مع وجوه جديدة من الممثلين الشباب. "نحن ندرس هذه المسألة مع المخرج ويمكن أن تبث هذه السلسلة خلال شهر رمضان المقبل" وفق السيد بن صبان.