إستعادت حقول الزيتون بولاية البويرة نشاطها و ألوانها الموسمية مع إنطلاق حملة الجني التي ميزتها أجواء التعاون والتضامن. واغتنم فلاحو العديد من القرى بشمال الولاية الأجواء المشمسة للانتقال إلى حقولهم مزودين بكل الوسائل التي تتطلبها عملية القطف من سلالم و أمشاط و أغطية والتي ستمكنهم من جمع منتوج كبير وفي أحسن الظروف قبل تردي الأوضاع الجوية. وتشهد حقول الزيتون حاليا بالولاية حركة و نشاط لامثيل لها في ظل تسجيل فرحة الفلاحين هذه السنة بعدم تكبد خسائر في المنتوج بسبب حشرة الزيتون "دكوسوليا" التي ألحقت أضرارا جمة بمحصول الموسم الفارط بالبويرة. تقاليد للتضامن و التآزر ... جدير بالذكر أن العديد من مناطق الولاية على غرار مثيلاتها بأرض الوطن لا تزال إلى يومنا هذا تحافظ على تقاليد التضامن خلال حملة الجني. حيث يتم تنظيم ما يسمى بالتويزة( عملية تضامنية) من خلال إلتقاء جميع أهل القرية سنويا مما يحول الحدث إلى عرس حقيقي. وينتقل أهل القرية جماعات جماعات منذ الساعات الأولى من الصبيحة إلى حقول الزيتون وهناك تكلف كل مجموعة بعمل محدود في جو يسوده الفرح و التعاون بالرغم من صعوبة المهمة التي تهون في ظل تمسك أهل البويرة على غرار كل الجزائريين بأرضهم الطيبة التي أضحت للأسف مهددة بزحف الاسمنت و تخلي البعض عنها. ولعل أحلى وقت بالنسبة لهؤلاء هو تجمعهم- في منتصف النهار- لتقاسم وجباتهم تحت دفئ نار هادئة أشعلوها بأغصان الزيتون اليابسة. و غالبا ما يتشكل فطورهم من بعض الفواكه المجففة. ويتابع عملية جني الزيتون نقل المنتوج إلى موقع آمن لحمياته من السرقة. فيما يستعمل البعض الآخر الجرارات أو سياراتهم لنقل حبات الزيتون التي تم جنيها طوال النهار إلى المعاصر التي سرعان ما تمتلئ على مر الأيام بأكياس الزيتون الناضجة. توقعات بتراجع منتوج الزيتون بالولاية... يتوقع العديد من فلاحي لعجيبة و بشلول و مشداله و حيزر( شرق الولاية) -و هي كلها مناطق معروفة بوفرة الزيتون - إنخفاض في المنتوج خلال هذا الموسم مقارنة بالعام الماضي. و هي التوقعات التي تشاطرها المديرية المحلية للمصالح الفلاحية التي تنتظر تحقيق حوالي أربع ملايين لتر من زيت الزيتون هذا الموسم ما يمثل مردود من 19 لتر للقنطار الواحد من الزيتون . وهي أرقام ضعيفة مقارنة بموسم 2014-2015 الذي حققت ولاية البويرة خلاله 11 مليون لتر أي بمردود من 18 لتر في القنطار الواحد، وفق ما أفادت به السيدة عميرات مسؤولة مصلحة تنظيم الإنتاج و الدعم التقني بالمديرية الفلاحية مرجعة هذا الإنكماش إلى عامل فيزيولوجي و طبيعي بحت، حيث تتميز شجرة الزيتون بمدردود متذبذب من عام لآخر. وتشير الأرقام المقدمة في هذا المجال إلى توفر ولاية البويرة على مساحة تبلغ أكثر من 35.800 هكتار تحتضن أزيد من أربع ملايين شجرة زيتون، منها ما يقارب 3 ملايين شجرة منتجة .