أبرز وزير المجاهدين الطيب زيتوني يوم الخميس بعين صالح بولاية تمنراست أهمية إنشاء المنطقة الجنوبية إبان الثورة التحريرية المجيدة. وأوضح الوزير لدى إشرافه على افتتاح ملتقى وطني حول "الجبهة الجنوبية ومساهمتها في الثورة التحريرية " أن إنشاء المنطقة الجنوبية إبان الثورة التحريرية المظفرة قد شكل "سندا قويا للثورة الجزائرية المباركة وأكد مدى اتساع رقعة الكفاح المسلح ضد الإستعمار الغاشم ليشمل كافة تراب الوطن". وذكر وزير المجاهدين أن المنطقة الجنوبية التي كان يقودها الرعيل الأول من المجاهدين وعلى رأسهم المجاهد عبد العزيز بوتفليقة المدعو عبد القادر المالي و محمد الشريف مساعدية وأحمد دراية وعبد الله بلهوشات وبن سبقاق أحمد وغيرهم قد "ساهمت بشكل فعال في مد لهيب الثورة التحريرية المباركة " مبرزا الدور الإستراتيجي للجبهة الجنوبية حيث أعطت للثورة التحريرية امتدادها التحرري في العمق الإفريقي. وأكد الوزير أن قيادة الثورة أدركت أهمية إنشاء جبهة جنوبية لتوسيع رقعة الكفاح والنضال في كل ربوع الوطن مشيرا الى أن منطقتي التيدكلت و الأهقار تمثلان "الذاكرة الحية" في مسار الثورة الجزائرية. وبالمناسبة أشاد السيد زيتوني بالبطولات التي قام بها سكان منطقة التيدكلت في مواجهة الإستعمار على غرار معركتي الفقيقيرة والدغامشة بعين صالح ومقاومة سكان قصور إينغر. وأكد الوزير أن الوزارة تحرص على ترسيخ قيم ثورة أول نوفمبر والحركة الوطنية من خلال تسطير برنامج وطني لإحياء المآثر التاريخية داعيا الطلبة والباحثين للتقرب من متاحف المجاهد عبر الوطن والمؤسسات التاريخية من أجل المشاركة ومعرفة التاريخ. ومن المنتظر أن يشرف وزير المجاهدين مساء اليوم على تدشين مركز الراحة للمجاهدين بالمقاطعة الإدارية لعين صالح قبل أن يختتم زيارته بالوقوف على بعض المعالم التاريخية بالمنطقة. وينشط ثلة من الباحثين والأساتذة من مختلف جامعات الوطن أشغال هذا الملتقى التاريخي بمعهد إطارات الشؤون الدينية بعين صالح والذين سيتناولون عدة محاور ذات صلة بموضوع هذا اللقاء. ومن ضمن هذه المحاور دور ولاية أدرار في الجبهة الجنوبية والدعم الدبلوماسي الإفريقي للثورة الجزائرية والبعد الإفريقي للثورة الجزائرية وجهود المناضل الكبير فرانز فانون في حشد الدعم الإفريقي للثورة التحريرية ودور سكان أقصى الجنوب. ومن بين أهداف الملتقى معرفة الدواعي الحقيقية لتأسيس الجبهة الجنوبية ومن هم أبرز شخصياتها الفاعلة في تشكيلها سواء من سكان الجنوب أو من الشخصيات الوطنية وبحث كيفية استفادة الثورة الجزائرية من محيطها الإفريقي كما أوضح المنظمون.