ينظم شهر مايو المقبل بجامعة شيفلد البريطانية سمبوزيوم حول فيلم "معركة الجزائر" (1966) للمخرج الإيطالي جيلو بونتيكورفو بمناسبة مرور خمسين عاما على خروجه للصالات و"التأثير الكبير" الذي خلفه في عالمي السينما والأدب في الجزائر وخارجها وفقا للمنظمين. وتحت عنوان (معركة الجزائر بعد خمسين عاما: إرثها في السينما والأدب) يعتبر هذا السمبوزيوم "فرصة فريدة لفهم كيف يؤثر هذا الإرث المتعدد في فهم التاريخ الجزائري (...) وكيف أثر الفيلم في السينما والفنون في الجزائر وخارجها". ويرى المنظمون أن هذا الفيلم هو بمثابة "ملحمة ضد الإستعمار" و"مثال لبطولات الشعب الجزائري" وأن تأثيراته على السينما الشمال إفريقية "لا يمكن أبدا تجاهلها" كما اعتبروا أن عرضه بالولاياتالمتحدة في 2012 وإشادة مخرجين عالميين به دليل على "أهميته المستمرة إلى اليوم عبر العالم". وكانت الشركة الأمريكية "ريالتو بيكتشرز" -المختصة في توزيع روائع السينما الكلاسيكية العالمية عبر الولاياتالمتحدة والتي حازت في 2004 على حقوق التوزيع التجاري لفيلم بونتيكورفو- قد عرضت الفيلم في يوليو 2012 بكل من نيويورك وبنسلفانيا وكاليفورنيا احتفاء بخمسينية استقلال الجزائر. وقد عرف الفيلم آنذاك حضورا كبيرا للجمهور وخصوصا بعد أن كان البنتاغون قد عرضه بمقره بواشنطن في سبتمبر 2003 من أجل محاولة فهم أبعاد المقاومة العراقية للأمريكيين في العراق. وستدور أعمال السمبوزيوم حول مواضيع متنوعة على غرار الإرث الكولونيالي في السينما والأدب, والجندر في الثورة, والكولونيالية وما بعد الكولونيالية, والعنف السياسي, بالإضافة للتاريخ والفن وهذا بمشاركة كتاب ومؤرخين وصحفيين من المملكة المتحدة وخارجها. ويشهد فيلم "معركة الجزائر" -الذي حقق نجاحات باهرة ومازال يعتبر من أروع الأفلام السياسية في تاريخ السينما- على مسيرة كفاح الشعب الجزائري ضد المستعمر الفرنسي من خلال البطولات الشعبية لسكان قصبة الجزائر العاصمة. وتوج هذا الفيلم التاريخي -الذي منعت فرنسا عرضه لحوالي نصف قرن- بجائزة "الأسد الذهبي" عن أحسن فيلم من مهرجان البندقية السينمائي (ايطاليا) في 1966 كما رشح مرتين لجائزة الأوسكارفي 1967 و1969. وكانت بلدان كثيرة عبر العالم قد شاركت الجزائر في 2012 احتفالاتها بخمسينية استقلالها بعرض هذا العمل الخالد ومنها المملكة المتحدة أين نظمت جامعة شيفلد احتفالية سينمائية وعلمية عرض فيها الفيلم وكذلك فعل "الحزب الإشتراكي للعمال" الذي نظم بلندن عرضا له في إطار "مهرجان الماركسية 2012".