عرض فيلم "هواجس فنان منعزل" للمخرج حميد بن عمارة الذي تتمحور أحداثه حول هواجس و طموحات و فلسفة بطل الفيلم الذي هو محمد عدار أمس الاثنين للمرة الأولى بالجزائر. و قد عرض الفيلم الذي دارت أحداثه على مدار 103 دقائق أمام لجنة تحكيم المسابقة الخاصة بالأفلام الوثائقية في الأيام السينمائية السادسة للجزائر التي افتتحت يوم الخميس الماضي. و يتابع هذا العمل من خلال صور من الأرشيف مأخوذة في الجزائر ومشاهد مأخوذة مؤخرا في الجزائر و فرنسا الممثل محمد عدار في تحضيره و تقديمه لمسرحية "حما الإسكافي" التي تم تأليفها خلال سنوات الثمانينيات من قبل وزير الثقافة الحالي عز الدين ميهوبي". و يتعلق الأمر في هذه المسرحية التي تحاول بعث المسرح الشعبي بتصور التاريخ و العلاقة بين السياسي و الفكري و التغيرات الكبيرة التي شهدتها الجزائر منذ سنة 1988 إلى يومنا هذا. كما يتطرق "هواجس فنان منعزل" إلى ظروف الفنان الجزائري و علاقة السينما و المسرح مع الجمهور و كذا أحلام المنتج الذي يطابق صور تعكس نفس الواقع ثلاثين سنة من بعد. و إذا كانت هواجس وأحلام الممثل جلية في الصور التي أخذت على الشواطئ الفرنسية فان الفيلم يبرز أيضا ذلك الحنين و خيبة الأمل الباديين في نظرة الممثل الذي غالبا ما صور داخل عربات قطارات أو على أرصفة محطات الميترو. كما عرض منظمو الأيام السينمائية السادسة للجزائر خلال نفس اليوم الفيلم الوثائقي "آخر كلام" لمحمد زاوي تخليدا للأشهر الأخيرة في حياة الكاتب طاهر وتار. و قد غاص هذا الفيلم الذي أثار نقاشا طويلا المتفرج في طفولة و شباب مؤلف "أس" و "الشهداء يعودون هذا الأسبوع" و في ثقافة الاوراس الشعبية التي داعبتها أغاني الشاوية لعيسى الجرموني و بقار والتي كان طاهر وتار يرددها طوال هذا الفيلم الذي دام 45. اختتمت الأفلام السينمائية السادسة للجزائر مساء أمس الاثنين بعد عرض نحو ثلاثين فيلما بين قصير ووثائقي.