أطلقت بورقلة عملية تكوينية في حرف الترميم وذلك قبل الشروع في الأشغال المرتقبة لتهيئة القصر العتيق، حسبما علم اليوم الأربعاء لدى الجمعية المحلية "القصر للثقافة والإصلاح". وتندرج هذه المبادرة في إطار برنامج دعم الحماية و تثمين التراث الثقافي في الجزائر الذي تشرف عليه وزارة الثقافة و الإتحاد الأوروبي وتستهدف تكوين نحو أربعين شابا متربصا لإكتساب معارف في مجال الحرف المتعلقة أساسا بالبناء التقليدي و صناعة مواد البناء المحلية كما أوضح رئيس الجمعية حسان بوغابة. وتتوزع هذه العملية التي تتواصل على مدار 18 شهرا على ثلاث مراحل أساسية تشتمل حملات تحسيسية تستهدف السكان المحليين للقصر العتيق حول استخدام المواد المحلية في البناء و ذلك من خلال تنظيم لقاءات ومحاضرات و خرجات ميدانية طيلة ستة أشهر بغية إبراز أهمية تثمين و ترميم هذا الإرث الثقافي . كما سيتم إعداد برنامج تكويني بالتنسيق مع المختصين في هذا المجال على غرار الجامعيين كمرحلة ثانية والتي تدوم ثلاثة أشهر وفق ذات المصدر. وتتمثل المرحلة الثالثة و الأخيرة من المشروع في الجانب الأكاديمي الذي يضم سلسلة من الدروس التطبيقية والنظرية فضلا عن فتح ورشات للتدريس يضيف السيد بوغابة. وستتوج هذه العملية التكوينية التي سيتم إجراءها بالتنسيق مع قطاع التكوين و التعليم المهنيين بمنح المتربصين شهادة مهنية في فن البناء التقليدي و صناعة مواد البناء المحلية حسب ذات المصدر. جدير بالذكر أن برنامج دعم الحماية و تثمين التراث الثقافي في الجزائر الذي تم من خلاله انتقاء 18 جمعية ناشطة عبر 13 ولاية حاملة لمشاريع تتعلق بحماية التراث الثقافي يهدف إلى تثمين التراث الثقافي (المادي و اللامادي) بإشراك الحركة الجمعوية. كما يعتبر دعم و ترقية النشاطات المتصلة بجرد و حفظ الممتلكات الثقافية إلى جانب تمويل مشاريع الجمعيات المهتمة بالآثار و مقتنيات المتاحف من بين المسائل التي يستهدفها هذا المشروع كما أشير إليه. للإشارة قد تم سنة 2011 تصنيف قصر ورقلة العتيق قطاع محفوظ (تراث وطني) ويتكون من ثلاث أحياء كبرى (بني سيسين و بني وقين و بني إبراهيم) بمساحة إجمالية قوامها 30 هكتارا.