شهد مسار القديس أوغستين بولاية سوق أهراس العام 2015 ارتفاعا "محسوسا" في عدد السياح الوطنيين مقابل انخفاض "ملحوظ" للسياح الأجانب حسبما أفاد به يوم الاثنين مدير السياحة والصناعة التقليدية زوبير بوكعباش. وأضاف ل/وأج ذات المسؤول بأن سنة 2015 عرفت ارتفاعا في عدد السياح الوطنيين وصل إلى 1326 سائح مقابل 215 سائح وطني العام 2014 وذلك بفضل تفعيل الاتفاقيات المبرمة بين الديوان الوطني الجزائري للسياحة ومختلف الشركاء على غرار الجامعة ولجان الخدمات الاجتماعية لمختلف القطاعات و الطلبة الباحثين. بمقابل ذلك سجل مسار القديس أوغستين الذي يشمل شجرة الزيتون بوسط مدينة سوق أهراس والموقعين الأثريين لكل من خميسة ومادور انخفاضا "ملحوظا" في عدد السياح الأجانب الذي تراجع من 145 العام 2014 إلى 60 سائح أجنبي فقط العام 2015 . وأرجع ذات المصدر سبب هذا التراجع إلى الوضع الأمني بدول الساحل والاضطرابات التي شهدتها تونس المجاورة وكذا تراجع عدد الوكالات المعتادة على استغلال هذا المسار وقيامها باستغلال منتجات أخرى على غرار رحلات العمرة والحج إلى البقاع الإسلامية المقدسة. ولجلب عدد أكبر من السياح الوطنيين والأجانب تم مؤخرا منح 4 اعتمادات جديدة لوكالات "سياحة وأسفار" ليصل عددها بالولاية إلى 15 وكالة بعدما كان لا يتجاوز عددها وكالتين اثنتين العام 2014 مضيفا بأن من شأن الحضور الملفت لعدد من الوكالات الوطنية التي تعمل على مسار أوغستين خلال شهري يناير وفبراير 2016 أن يعزز عدد السياح الوطنيين والأجانب عبر هذا المسار. وتبقى شجرة زيتونة أوغستين التي تطل من أعلى هضبة زاوية "سيدي مسعود" بوسط المدينة مصدر عشق الروائيين على غرار أبوليوس المادوري وكاتب ياسين والراحل الطاهر وطار ومصطفى كاتب وشهاب الدين التيفاشي وهي الشجرة التي لا تزال تحتل ومنذ أجيال مكانة هامة في قلوب وذاكرة السكان المحليين وحتى لآخرين من خارج البلاد. وتمثل هذه الشجرة التي تعد إحدى محطات مسار أوغستين والتي تم اكتشافها من طرف بعثات فرنسية العام 1843 حسب عديد العارفين عنوانا لهبة الله خاصة وأنه على الرغم من عدم رعايتها و زبرها إلا أنها دائمة الاخضرار والنمو. وحسب بعض الروايات فإن أوغستين (354-430) ابن سوق أهراس كان يجلس تحت هذه الشجرة لأوقات طويلة للتعبد و للتأمل وكتابة مذكراته ومؤلفاته حيث بقيت هذه الزيتونة رمزا لهذا الفيلسوف وهو ما تؤكده وفود باحثين ومؤرخين ومهتمين بحياة هذه الشخصية الذين ما فتئوا يتوافدون على هذا الموقع. أما المدينة الأثرية لمادور بمداوروش المتربعة على 109 هكتارات منها 25 هكتارا آثار ظاهرة و 7,5 هكتار أخرى كانت محل حفريات في القرن الماضي والمساحة المتبقية لا تزال مغمورة تحت الأرض فكانت متواجدة في فترة الملك صيفاكس لتصبح بعد ذلك تحت حكم الملك ماسينيسا في القرن الثالث قبل الميلاد. وعند توغل الرومان إلى شمال إفريقيا أسسوا مستعمرة مادور لقدامى الحرب بين سنوات 69 و75 ميلادي وذلك في حكم فاسباسيان. وكانت هذه البقعة الأثرية التي ترعرع بها سانت أوغستين وأبوليوس المادوري تمثل منذ تاريخ نشأتها على مدار عدة قرون "قطبا للإشعاع العلمي" من خلال مدارسها. ولا تزال مدينة خميسة الأثرية التي تعد نقطة في مسار القديس أوغستين صامدة حيث شيدت على هضبة شديدة الانحدار على ارتفاع يصل إلى 960 مترا فوق سطح البحر وتضم مصدر هام للمياه وهو منبع واد مجردة كما تتربع آثار هذه المدينة على أكثر من 65 هكتارا تضم العديد من المعالم الرومانية والبيزنطية منها الساحة القديمة المتواجدة بأعالي الهضبة والساحة الجديدة المتواجدة أسفلها ومسرح روماني يتسع ل4 آلاف متفرج بالإضافة إلى الحمامات الكبرى ومعابد وكذا قوس ذو فتحتين.