بوجدور (مخيمات اللاجئين الصحراويين)-أكدت السلطات المحلية في ولاية بوجدور بمخيمات اللاجئين الصحراويين اليوم الخميس على "النضج المؤسساتي للدولة الصحراوية" و حرصها على التحضير المتواصل لمرحلة ما بعد الاستقلال من خلال "بناء مؤسسات ناجعة قوامها كفاءات صحراوية قادرة على خوض المراحل المستقبلية من نضال الشعب الصحراوي بتحكم و اقتدار". و أكدت والي ولاية بوجدور بمخيمات اللاجئين الصحراويين، فاطمة بلا، خلال لقاء لها مع وفد إعلامي أن السلطات المحلية في الولاية التي تشرف عليها "تعكس مستوى الدولة الصحراوية التي بلغت مرحلة النضج المؤسساتي من خلال الجهود التي تبذلها للتحضير لمرحلة ما بعد الاستعمار و استقبال مرحلة الاستقلال على أتم الاستعداد من خلال تكوين كفاءات قادرة على تسيير الدولة الصحراوية المستقلة". وأوضحت عضو الأمانة العامة لجبهة البوليساريو، قبيل الزيارة المرتقبة يوم السبت المقبل للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، لمخيمات اللاجئين، أن "ولاية بوجدور كباقي الولايات هي في مستوى الدولة الصحراوية التي بلغت مرحلة تسيير مؤسساتي في المستوى ب"فضل الجهود المبذولة في مجال تكوين الإطارات المحلية من شباب ونساء قادرين على تسيير مرحلة الاستقلال". واعتبرت ذات المسؤولة أن مرحلة اللجوء التي يعيشها الشعب الصحراوي هي "امتحان حقيقي لمدى قدرتنا على التحكم في تسيير مؤسساتنا و الاستثمار في مقدراتنا، كما أنها تكشف مستوى النضج الذي بلغته الدولة الصحراوية القائمة على مؤسساتها و إطاراتها"، خاصة و أن "كل الكفاءات التي تسير هذه المؤسسات هي إطارات صحراوية تعمل في إطار تنسيق مع منظمات أجنبية و دولية تدعم الشعب الصحراوي في هذه المرحلة من نضاله قناعة منها بعدالة قضية و شرعيتها". وعليه فإن "الدولة الصحراوية هي دولة مؤسسات حقيقية قادرة على الاضطلاع بمسؤولياتها كاملة في مختلف المجالات و الجوانب" وأن مستقبلها مرهون بمدى قدرة المجتمع الدولي على فرض احترام الشرعية الدولية من طرف المحتل المغربي. ولاية بوجدور ... مؤسسات وطنية بكفاءات محلية و بالفعل، فإن محلية بوجدور التي رقيت سنة 2013 إلى ولاية بعدما كانت مجرد مدرسة بسيطة لتكوين الفتيات الصحراوية في الخياطة سميت بمدرسة 27 فبراير، تتوفر على العديد من المؤسسات المرتبطة بمختلف مجالات الحياة على غرار مستشفى للاستعجالات و العديد من المؤسسات التربية للأطوار الابتدائية و مؤسسات ثقافية و إعلامية و ورشات حرفية و مهنية. ففي ميدان الصحة توضح المسؤولة الأولى بولاية بوجدور، أن "هناك أطباء و دكاترة مختصون و ممرضون قادرون على التجاوب مع كل الحالات المستعجلة في كل الجوانب الصحية على غرار الطب العام و طب التوليد و الطب الوقائي"، حيث تتوفر الولاية على مستشفي استعجالي تسيره كفاءات صحراوية. و في ميدان التربية و التعليم تعتمد الولاية ب"شكل كامل" على إطاراتها التربوية من أجل تكوين الأجيال الصاعدة و تلقينها أسس النضال من أجل القضية الصحراوية العادلة بالإضافة إلى تمكينها من خوض غمار المجالات العلمية الحديثة الكفيلة بالدفع نحو نهضة حقيقة في الدولة الصحراوية المستقلة. وبكثير من الاعتزاز تؤكد السيدة فاطمة بلا أن "قطاع التربية و التعليم هو فخر الولاية حيث أننا و على الرغم من الصعوبات الموضوعية التي نواجهها فإننا تمكنا من تمكين كل أبنائنا من التمدرس و الاستفادة من تعليم محترم". أما الجانب الثقافي، فتؤكد المسؤولة الصحراوية أن له "حصة جد معتبرة من الاهتمام المؤسساتي بالولاية بإعتباره أحد أبرز مجالات نضال الشعب الصحراوي"، حيث تتوفر ولاية بوجدور على هياكل ثقافية مختلفة مثل المسرح و مدرسة للسينما تقدم تكوينات مهنية في مجال التصوير و التوليف و الإنتاج "بما يمكن الأجيال الشابة من الترويج للثقافة الصحراوية و إبرازها في المحافل الدولية". ولا تغفل السلطات الصحراوية بولاية بوجدور الجانب البيئي في مخططاتها، حيث يتضمن البرنامج الولائي خططا للمراقبة الصحية للمياه و تحليلها بما يضمن بيئة صحية للمواطن الصحراوي في المخيمات فضلا عن تقديم الإرشادات البيئية خاصة تلك المتعلقة بالصرف الصحي وكذا توفير الأدوية و المستلزمات الصحية المرتبطة بهذا المجال. اقتصاديا، تشجع السلطات المحلية ببوجدور على خلق مؤسسات صغيرة و متوسطة في مختلف الميادين قصد تلبية حاجيات المواطنين الصحراويين حيث توجد بالولاية ورشات للخياطة و الزخرفة و المهن الحرفية "الهدف منها ترقية حياة الصحراويين و تمكينهم من تقديم خدمات تعزز من مستواهم الاقتصادي". إلى ذلك، تولي السلطات الصحراوية المحلية أهمية إلى الجانب الإعلامي ب"النظر إلى دوره في التكوين النضالي للمواطنين الصحراوين" حسبما أكدته المسؤولة الصحراوية مشيرة إلى أنه يتم حاليا إنشاء مقر جهوي للإذاعة الصحراوية بولاية بوجدور لتكون في مستوى الزخم الذي أصبحت تعرفه القضية الصحراوية على أكثر من مستوى. كما تحتضن الولاية مقار العديد من المؤسسات الوطنية الصحراوية من مثل الإتحاد الوطني للمرأة الصحراوية ومركز التفسير المتحفي و الجمعية الوطنية للإعلام و الإتصال في الوسط الشباني. إستراتيجية بعيدة المدى قوامها الشباب و المرأة ويندرج كل هذا النضج الهيكلي الذي بلغته ولاية بوجدور "في إطار إستراتيجية حكومية بعيدة المدى هدفها الأول هو التحضير لمرحلة الاستقلال و تأهيل الأجيال الصاعدة حتى تكون في مستوى الرهانات المستقبلية المرتبطة بالشعب الصحراوي و قضيته العادلة"، حسبما أوضحته الأمينة الجهوية المساعدة على مستوى ولاية بوجدور السيدة معلومة لارباس. وترتكز هذه الإستراتيجية بشكل أساس على الشباب و المرأة ك"عنصران أساسيان في الدولة الصحراوية لهما مكانة كبيرة في تسيير مؤسسات الدولة"، توضح ذات المسؤولة الصحراوية، مشيرة إلى أن "كل رؤساء البلدات التابعة لولاية بوجدور هن نساء كما أن هناك الكثير النساء في مناصب رئيسات الدوائر كما أن هناك ولاة ووزيرات في الحكومة الصحراوية الجديدة". كما أن الشريحة الشبانية "تشكل غالبية المؤسسات الصحراوية وتلعب دورا معتبرا في نضال الشعب الصحراوي" على غرار إتحاد الشبيبة الصحراوية و إتحاد الطلبة الصحراويين. وفي سياق ذي صلة، أكدت السيدة لارباس أن "هذه الهياكل و المؤسسات التي تم تشييدها لحد الآن تعتمد على طاقات الشعب الصحراوي بكل مكوناته من أجل تعزيزها و ترقيتها و الحفاظ عليها ليثبت للعالم أنه دولة تحت الإحتلال تنتظر حلا عادلا في مستوى طموح الشعب الصحراوي الأبي". وبهذا الخصوص أعربت المسؤولة الصحراوية عن أملها في أن يتمكن الأمين العام الأممي خلال زيارته المرتقبة من نقل آمال الشعب الصحراوي و تصميمه على نيل الإستقلال و بناء دولته الصحراوية الديمقراطية.