تراجعت فاتورة واردات الجزائر من الحليب و المواد الاولية المتصلة به الى 08ر207 مليون دولار خلال الثلاثي الاول من العام الجاري مقابل 38ر316 مليون دولار خلال ذات الفترة من 2015, اي بانخاض نسبته 55ر34 بالمائة, حسبما علم لدى الجمارك. كما تقلصت الكميات المستوردة من مسحوق الحليب و الكريمات و المواد الدسمة اللبنية التي تستعمل كمدخلات في شعبة الحليب الى 67ر82 طن مقابل 44ر103 طن بانخفاض ب20 بالمائة بين فترتي المقارنة حسب المنركز الوطني للاعلام الالي و الاحصائيات التابع للجمارك. وتراجعت فاتورة الواردات بسبب نخفاض الكميات المستوردة وايضا تراجع اسعار عند الاستيراد. وتراجع متوسط سعر مسحوق الحليب عند الاستيراد بنحو 40 % ليبلغ 2.800 دولار للطن خلال 2015 مقابل قرابة 4.800 دولار خلال نفس سنة 2014. وبهدف تقليص واردات هذه المادة المدعمة وتطوير شعبة الحليب محليا أقرت الحكومة تدابير جديدة لصالح المربين ومهنيي شعبة من خلال رفع نسبة دعم الحليب الطازج وتشجيع الاستثمار في إنتاج الحليب. وحددت الحكومة سعرا مرجعيا للتر الواحد من حليب البقر الطازج عند 50 دج موزع على 36 دج كسعر بيع حليب البقر الطازج للملبنات و 14 دج كدعم مقابل 34 دج سعر البيع و 12 دج كدعم كانت مطبقة سابقا. ولايجاد حل لانشغال المربين المتعلق بسوق الأعلاف فقد تقرر تزويد المربين مباشرة بالأعلاف المدعمة من طرف الدولة دون المرور على الأسواق. ومن جهة أخرى تم اتخاذ اجراءات على المدى المتوسط من قبل الحكومة بهدف وضع إستراتيجية كفيلة بإعادة بعث شعبة الحليب. ويتعلق الأمر خصوصا بحصول المهنيين في شعبة الحليب على العقار الفلاحي من أجل تمكينهم من الاستثمار في شعبة الحليب والمساهمة في اطار تطوير الحبوب والعلف. وتطمح السلطات العمومية في هذا الاطار إلى تعزيز ودعم إنشاء مزارع عصرية متكاملة ومدمجة لتربية الأبقار الحلوب وانتاج الحبوب والاعلاف في اطار عقود-برامج. كما ستشجع السلطات العمومية أيضا قرض "الرفيق" من اجل الاستثمار في مجال انتاج الاعلاف في حين أن تعاونيات المربين ستحفز للعودة نحو استغلال المحيطات المسقية خاصة في الهضاب العليا والجنوب.