ينطلق الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة بعد غد الثلاثاء ويستمر أسبوعا بحضور 86 رئيس دولة إضافة إلى رؤساء حكومات وكبار مسؤولين من الدول الأعضاء بالمنظمة الدولية ال(193 دولة) ولأول مرة على وقع قمة دعت إليها الجمعية لأول لمناقشة نزوح المهاجرين واللاجئين حول العالم. وسيدور الموضوع الرئيسي للنقاش خلال الدورة الحالية حول "الأهداف الإنمائية المستدامة: دفعة عالمية لتغيير العالم " وقد وتم اقتراح هذا العنوان على أعضاء الجمعية العامة في اجتماعهم والتصديق عليه بنيويورك في 26 يوليو الماضي. ووفق بيانات إدارة شؤون الجمعية العامة وخدمات المؤتمرات فان الدورة 71 للجمعية العامة العام الحالي تتميز بعدد غير مسبوق من اللقاءات والاجتماعات الثنائية بين القادة والزعماء حيث من المتوقع أن تشهد الأيام العشرة المقبلة أكثر من 1100 اجتماع ثنائي بين الزعماء. وذكرت مصادر اممية ان الأمين العام بان كي مون 124 اجتماعا ثنائيا على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة كما سيشارك في 62 اجتماعا مشتركا في الفترة نفسها. يذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة تعقد اجتماعاتها على نحو مكثف في الفترة الممتدة من سبتمبر إلى ديسمبر سنويا ويبدأ النقاش العام للدورة الجديدة في ثالث ثلاثاء من سبتمبر من كل عام. ومن حق الجمعية العامة وفق ميثاق الأممالمتحدة أن تنظر في ميزانية الأممالمتحدة وتعتمدها وتقرر الأنصبة المالية التي تتحملها الدول الأعضاء وأن تنتخب الأعضاء غير الدائمين فيمجلس الأمنوأعضاء مجالس الأممالمتحدة وسائر هيئاتها وتعين الأمين العام بناء على توصية من مجلس الأمن. ويخول للجمعية العامة مناقشة أي مسألة يكون لها صلة بالسلم والأمن الدوليين وتقدم توصية بصددها إلا إذا كان النزاع أو الحالة قيد المناقشة في مجلس الأمن. عدة مؤتمرات قمة واجتماعات رفيعة المستوى على هامش النقاش العام بالجمعية وعلى هامش النقاش العام للجمعية العامة للامم المتحدة بنيويورك ستلتأم عدة مؤتمرات قمة واجتماعات رفيعة المستوى منها قمة تعقد يوم 19 سبتمبر حول التعامل الموجات الكبيرة للاجئين والمهاجرين وهي أول قمة تدعو إليها الجمعية العامة للمنظمة الدولية لمناقشة نزوح المهاجرين واللاجئين حول العالم. وسيسعى المشاركون من رؤساء الدول والحكومات في أعمال القمة التي تستغرق يوما واحدا إلى التوافق بشأن وجود استجابة دولية أفضل لتحركات المهاجرين واللاجئين وتعزيز إدارة الهجرة الدولية ومحاولة إيجاد نظام يتسم بالمزيد من المسؤولية وإمكانية التنبؤ للاستجابة للتحركات الكبيرة للاجئين والمهاجرين. ايضا قمة القادة بشأن اللاجئين المقررة ليوم الأربعاء 21 سبتمبر الجاري والتي ستكون تحت رعاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما وسيناقش قادة الدول خلالها سبل الحد من تدفقات اللاجئين حول العالم من خلال تقديم الدعم المالي والإنساني لهم في بلدانهم الأصلية قبل نزوحهم وأيضا في البلدان التي يكونون قد وصلوا إليها بالفعل. الى ذلك سيعقد أيضا اجتماع رفيع المستوى بمشاركة مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي لمناقشة "تعزيز الاعتماد على الذات في الأمن الغذائي والتغذية في أوضاع اللاجئين المزمنة". اجتماع رفيع المستوي اخر تشارك فيه منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية فضلا عن ممثلي العديد من رؤساء الدول والحكومات سيلتأم لمناقشة أفضل السبل لتعزيز الالتزامات الوطنية لكل دولة إزاء سوء التغذية بجميع أشكاله. كما ستعقد الجمعية العامة يوم الاربعاء القادم وللمرة الرابعة في تاريخه اجتماعا رفيعا المستوى بحضور رؤساء الدول اجتماعا لمناقشة قضية تتعلق بالصحة وهي مقاومة الميكروبات المضادة (مثل الزيكا وفيروس العالم ومن المتوقع أن يتفق رؤساء الدول الوفود المشاركة على خطط مستدامة ومتعددة القطاعات في هذا الصدد وهناك أيضا اجتماع قمة آخر في نفس اليوم بشأن الخطوات التي اتخذتها العديد من دول العالم لمواجهة التغير المناخي. و تحت عنوان "مقررات تمهيدية لمرحلة القضاء على الجوع" سيشارك ممثلو الدول الأعضاء ومنظمات المجتمع المدني والشركاء من القطاع الخاص وبعض الشخصيات الفنية والرياضية المعروفة على مستوي العالم في اجتماع رفيع المستوى الخميس وذلك بهدف "التعاون من أجل أن يصبح القضاء على الجوع بحقيقة واقعة بحلول عام 2030". وسيعرض المجتمعون رؤية بلادهم بشأن أهم القضايا الملحة في العالم وعلى رأسها الأزمات في سوريا واليمن وليبيا وجنوب السودان وكوريا الجنوبية ومكافحة الإرهاب والتداعيات الناجمة عن نزوح اللاجئين والتغير المناخي. الأممالمتحدة تستعد لاختيار أمينا عاما جديدا لها خلفا لبان كي مون ومع اقتراب انتهاء فترة ولاية الامين العام الحالي للامم المتحدة بان كي مون الثانية والأخيرة نهاية ديسمبر القادم يستعد في كاليس مجلس الامن اختيار خليفة له سيعرض اسمه وترشيحه للمصادقة عليه من قبل الجمعية العامة للامم المتحدة. ويتنافس لمنصب خلافة بان كي مون عشرة اسماء حيث بدأت عملية الاقتراع السري فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فى 21 يوليو الماضى لاختيار المرشح الجديد. وقد تصدر رئيس وزراء البرتغال السابق أنطونيو غوتيريس سباق التصويت وحصل غوتيريس فى الجولة الرابعة من التصويت التى جرت فى 9 سبتمبر الجارى على 12 صوتا مؤيدا مقابل صوتين معارضين وصوت واحد امتنع عن التصويت. وشغل غوتيريس منصب رئيس وزراء البرتغال منذ عام 1995 حتى عام 2002 ومنصب مفوض الأممالمتحدة السامى لشئون اللاجئين من يونيو 2005 حتى ديسمبر 2015. وينافس غوتيريس على منصب الأمين العام للأمم المتحدة وزير خارجية سلوفاكيا ميروسلاف لايتشاك حيث جاء فى المركز الثانى بعشرة أصوات مؤيدة وأربعة أصوات غير مؤيدة وصوت واحد بلا رأى فى تصويت الجولة الرابعة. ويضع مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا بينها الدول الخمس الدائمة العضوية التى تملك حق النقض "الفيتو" وهى روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا - قائمة غير معلنة ويقدم مرشحا لتنتخبه الجمعية العامة بعد دراسة قائمة غير معلنة لأشخاص رشحتهم دولهم. وتدوم ولاية الأمين العام الذى يعد أعلى منصب فى الأممالمتحدة خمسة أعوام قابلة للتجديد لدورة ثانية ويشترط فيه توافر أكبر قدر من الحياد لذلك فإنه يكون غالبا من غير جنسية إحدى الدول الأعضاء الدائمة فى مجلس الأمن. ومنذ نشأة الأممالمتحدة فى عام 1945 تم تعيين ثمانية رجال فى منصب الأمين العام للأمم المتحدة من النرويج والسويد و ميانمار وبيرو ومصر والنمسا وغانا وكوريا الجنوبية. وعلى امتداد فترة 70 عاما حصلت الأممالمتحدة ووكالاتها المتخصصة وموظفوها على جائزة نوبل للسلام 11 مرة بما فيها مفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين التى حصلت على الجائزة مرتين فى عامى 1954 و1981 بينما حصل أمينان عامان أيضا هما كوفى عنان وداج هامرشولد على جائزة منحتها لهما لجنة جائزة نوبل النرويجية اعترافا بجهودهما.