عدة قضايا يعيشها العالم استعرضت في الساعات الاولى من انطلاق النقاش العام للجمعية العامة للامم المتحدة وعلى مدى تعاقب كلمات رؤساء الدول والحكومات بنيويورك التي تضمنت دعوات لتسريع تنفيذ اهداف التنمية المستدامة لشعوب العالم ووقف الاقتتال الجاري على أكثر من جبهة وتحقيق السلم والامن الى جانب حماية الارض ومناخها . فقد طالب رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة بيتر تومسون امس الثلاثاء خلال افتتاح المناقشات السنوية عالية المستوى للجمعية بتنفيذ شراكة لتنفيذ اجندة 2030 للتنمية المستدامة. وقال تومسون ان العالم حقق تقدما فى مجال تغير المناخ وموارد الطاقة المتجددة والفقر الا "اننا بعيدون جدا عما نحتاج اليه"مضيفا "علينا بذل الافضل لتسريع تنفيذ اهداف التنمية المستدامة". كما حث تومسون على تكريس موارد عامة أكبر لتحقيق الاهداف وخلق بيئة تنظيمية أفضل ودعم وصول افضل للفقراء والمجموعات والدول المهمشة للعلم والتكنولوجيا والابتكار. يشار الى ان ندوة حول التنمية المستدامة نظمت الاثنين في مقر الأممالمتحدةبنيويورك بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وقادة منظمات دولية كبرى أخرى تمت الدعوة خلالها الى " شراكة عالمية أقوى" وطرح إجراءات ملموسة لتنفيذ أجندة 2030 من أجل التنمية المستدامة وتوطيد التعاون فيما بين بلدان الجنوب. إن أجندة 2030 للتنمية المستدامة اعتمدها قادة العالم رسميا قبل عام. وتحدد هذه الأجندة 17 هدفا للتنمية المستدامة و169 غاية والهدف من ذلك توجيه العالم خلال السعي لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي وحماية البيئة في الوقت ذاته. يشار الى ان الدورة ال71 للجمعية العامة للأمم المتحدة تعقد تحت شعار " أهداف التنمية المستدامة: دفعة عالمية لتحويل عالمنا". قضايا عالمية ..تحدياتها وتجاوزها في صلب كلمات قادة الدول وشكل موضوع اللاجئين والمهاجرين وما يطرحه من تحديات اقليمية ودولية وكذا الازمة المالية العالمية والحروب المتواصلة في عدد من الدول وقضية المناخ المؤرقة للمعمورة وسكانها أهم ما تناوله القادة والمشاركون في اجتماعات الجمعية العامة خلال النقاش العام . ففي أخر خطاب له أمام الجمعية العامة رئيسا للولايات المتحدة استعرض باراك اوباما إنجازات إدارته في السنوات ال8 الماضية منذ تولي مقاليد البيت الابيض في عام 2008 ذلك العام الذي انفجرت فيه لأزمة المالية العالمية. وقال اوباما" من أعماق أكبر أزمة مالية في وقتنا قمنا بتنسيق استجابتنا لتجنب كارثة جديدة وإعادة الاقتصاد العالمي إلى مسار النمو". ووفقا لاوباما فانه " على الرغم من ان العالم أصبح أقل عنفا وأكثر ازدهارا في ضوء مقاييس عديدة إلا أن المجتمعات لا تزال ممتلئة بعدم اليقين وعدم الارتياح والنزاع" . ودعا الدول إلى المضي قدما نحو نموذج أفضل للتعاون والتكامل. وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي أن بلادها صوتت مؤخرا على الخروج من الاتحاد الأوروبي مطمئنة بأن هذا لا يعني تقوقعا نحو الداخل مضيفة أن بلادها ستكون " شريكا دوليا موثوقا وقويا يعتمد عليه". وأعربت ماي عن قلقها إزاء 56 مليون شخص أجبروا على النزوح حول العالم قائلة إن العدد يساوي إجمالي عدد سكان بريطانيا وإن الدول لابد أن تكون قادرة على ممارسة السيطرة على حدودها. وقالت " يتعين علينا أن نساعد على ضمان حصول اللاجئين على اللجوء في أول دولة آمنة يصلون اليها" مضيفة أن اللاجئين عندما يصلون إلى دولة آمنة يجبرون على مواصلة رحلتهم وهذا " يخدم فقط العصابات الإجرامية ويعرض اللاجئين لخطر كبير". يشار الى ان الدول الأعضاء بالامم المتحدة اعتمدت امس "إعلان نيويورك" المعني باللاجئين والمهاجرين وذلك في ختام مؤتمر قمة الأممالمتحدة المعني باللاجئين والمهاجرين الذي عقد في نيويورك . ويعبر إعلان نيويورك عن الإرادة السياسية لدى زعماء العالم لإنقاذ الأرواح وحماية الحقوق وتقاسم المسؤولية على نطاق عالمي . وقد تعهدت الدول الأعضاء بالتزامات جريئة لمعالجة القضايا التي نواجهها الآن وإعداد العالم لمواجهة التحديات المستقبلية. أما الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند فقد طالب بالموافقة على اتفاق باريس المناخي الذي تم التوصل إليه العام الماضي مشيرا إلى أن الصين والولايات المتحدة أكبر دولتين من حيث الانبعاثات في العالم صدقتا بالفعل على الوثيقة. للتذكير ايضا هنا فقد عقد اول امس الاثنين اجتماعا دعا اليه الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند لمتابعة تنفيذ المبادرة الإفريقية للطاقة المتجددة, وذلك بحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات الأفريقية, وممثلين عن مؤسسات التمويل الدولية. واطلقت المبادرة العام الماضي خلال قمة تغير المناخ فى باريس سعيا لدعم قدرات الدول الأفريقية لتحقيق التنمية المستدامة من خلال الاستفادة من مصادر الطاقة النظيفة المتوافرة في القارة. ويقول هولاند أن" إفريقيا مليئة بالامكانيات لكن يعوقها انعدام الأمن والهجرة الجماعية والتصحر والجفاف". كما تناول الرئيس الفرنسي في خطابه الازمة السورية بالقول ان" التاريخ سيعتبر المأساة السورية عارا على المجتمع الدولي ما لم نعمل سريعا على وضع حد لها". وأكد هولاند أن هناك أربعة شروط ينبغي توفرها بالنسبة للملف السوري وهي فرض وقف إطلاق النار, وضمان التسليم الفوري للمساعدات الإنسانية واستئناف المفاوضات السياسة ومعاقبة من استخدم الأسلحة الكيميائية. و في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة للامم المتحدة طالب بان كي مون من جانبه بوقف القتال وبدء المحادثات في سوريا.. داعيا كل الأطراف التي تتمتع بنفوذ إلى العمل من أجل وقف القتال وبدء المحادثات وذلك بعد انهيار هدنة استمرت أسبوعا. وقال الأمين العام إن "النزاع في سوريا هو النزاع الذي يوقع أكبر عدد من القتلى ويتسبب بأكبر قدر من زعزعة الاستقرار".