تعدى قرار تخفيض إنتاج النفط لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبيب) عقب اجتماعها في الجزائر توقعات تجميد الإنتاج، حسبما أكده يوم الخميس لواج الخبير في الطاقة مصطفى مقيدش مشيرا إلى أن اجتماع أوبيب يشكل نجاحا بعد فشل الاجتماعات السابقة. و أضاف السيد مقيدش "بصراحة إنها نتيجة تفوق ما كنا ننتظره بما أن موقف الجزائر كان يقتصر على تجميد الإنتاج". و أوضح نائب رئيس المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي "إذا فانه لم يتم الاكتفاء بالتجميد بل وإلى تخفيض الإنتاج مقارنة بمستوى 33 مليون برميل يوميا وبالتالي فإننا في حدود 5ر32 إلى 33 مليون برميل يوميا و عليه فان هناك تخفيض بحوالي 700000 برميل يوميا و ذلك يفوق هدف التجميد". كما أشار إلى أن هذا الاتفاق قد تجسد بسبب "تقارب وجهات النظر سيما بين العربية السعودية و إيران". و تابع قوله أن هذه النتيجة المحققة رغم بعض التصريحات التي تمت في البداية و التي تنبأت بفشل الاجتماع قد تم التوصل إليها بعد "العمل التحضيري الكبير الذي قام به الجانب الجزائري من جميع المؤسسات سيما وزارة الطاقة و مجمع سوناطراك والآلة الدبلوماسية و كذا السلطات العليا في الدولة". كما أوضح السيد مقيدش أن كل هذا العمل التحضيري الذي دام عدة أشهر قد جعل من اجتماع الجزائر "نجاحا بعد فشل اجتماع الدوحة في شهر ابريل الأخير و اجتماع أوبيب في شهر يونيو (بفيينا) الذي لم يعطي شيئا بما انه لم يتوصل حتى إلى تحديد سقف الإنتاج". و يتعلق الأمر بالنسبة للخبير الجزائري بنجاح سياسي و جيواستراتيجي واقتصادي و مالي للبلاد. أما النتائج الأولى لهذا النجاح على الجزائر فتتمثل في آفاق إعداد قانون المالية 2017 من غير ضغوط مع سعر مرجعي للبرميل ب50 دولار. أما فيما يخص تغير موقف العربية السعودية فقد أوضح السيد مقيدش الذي هو أيضا إطار سامي سابق في مجمع سوناطراك أن اكبر دولة عضو في منظمة أوبيب ليست بمنأى عن آثار تهاوي أسعار النفط و أنها بحاجة هي الأخرى إلى لإيجاد حل لهذه الوضعية. و أضاف يقول "اعتقد أن مفهوم البلدان الهشة في منظمة أوبيب مصطنع لان جميع البلدان توجد في وضعية هشاشة مثل انغولا و نيجيريا أو فنزويلا و كذا بلدان الخليج التي (...) هي بحاجة إلى تمويل تنميتها". و تابع قوله أن اقتصاديات العربية السعودية و بلدان الخليج الأخرى "ليست متنوعة بالقدر الكافي" حتى تواجه لفترة طويلة نتائج سعر برميل منخفض و بالتالي فإنها بحاجة إلى هذا الاتفاق. أما فيما يخص إيران فقد أكد أن هذا البلد لم يكن قادرا على "الاستمرار" في محاولة بلوغ الإنتاج الذي كان لديه أي في حدود 4 مليون برميل يوميا قبل العقوبات و بأسعار تقل عن 50 دولار. من جانب آخر أكد السيد مقيدش أن روسيا ليست بحاجة إلى الاشتراك في مسار أوبيب. و ذكر في هذا الصدد أن وزير النفط الروسي الكسندر نوفاك قد أكد من قبل أن بلاده ستدعم كل اتفاق لتجميد الإنتاج "لأنه لم يكن يعتقد أن أوبيب ستذهب بعيدا". و أضاف "اعتقد أن العمل التشاوري مع روسيا سيتم بعد انتهاء عمل لجنة توزيع الحصص على مستوى أوبيب و عندها ستكون المنظمة مستعدة للتشاور مع روسيا وكذا مع البلدان الأخرى المنتجة مثل النرويج". و خلص في الأخير إلى القول بان استقرار أسعار النفط سيكون له أثر ايجابي على الجزائر سيما على أسعار الغاز الملحقة بأسعار النفط و التي من المتوقع أن ترتفع هي الأخرى.