تم عرض الفيلم الجزائري الجديد " اللوحة المثقوبة" لمخرجه جمال عزيزي في عرض شرفي أول يوم الجمعة بقاعة المسرح الجهوى عز الدين مجوبي وذلك ضمن برنامج الافلام المشاركة في المنافسة لمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي الذي افتتح الخميس بمشاركة 17 دولة. و قد اكتشف الجمهور الذي كان حاضرا بقاعة المسرح الجهوي عز الدين مجوبي إلى جانب سينمائيين وهواة الفن السابع فيلما طويلا يعالج موضوع التعايش بين الفن والفكر الظلامي المتشدد من خلال قصة امرأة فنانة تشكيلية قوية بقناعاتها أرادت فرض وجودها وسط محيط عدائي و رافض للفن و لكل أشكال حرية التعبير . وتدور أحداث هذا الفيلم الذي أنتج في يوليو 2016 وتدوم مدة عرضه 75 دقيقة بأحياء مدينة تبسة وبالتحديد وسط موقع آثار " تيفيست " ليركز السيناريو على اللوحات الزيتية وما تعكسه من ألوان وبصمات تكشف عن الموهبة وتحكي الآلام والمعاناة . ومن خلال يوميات سكان الحي البسيطة يركز الفيلم على الحوار بين الدين والفن ويطرح قضية القراءة الخاطئة للدين من طرف أصحاب الفكر المتشدد ليأخذ هذا الفيلم الجزائري بعدا عالميا يساير قضايا التعايش وحرية التعبير وانزلاقات الفكر المتشدد. وفي مفاجأة للجمهور العنابي يظهر في هذا الفيلم الذي توقف تصويره لسنوات لأسباب مالية الفنان الراحل توفيق ميميش ابن المسرح الجهوي بعنابة في دور إمام الحي إلى جانب الممثلة ميمية حميش في الدور الرئيسي أي الفنانة التشكيلية. وكان افتتاح العروض المبرمجة للمنافسة في يومها الأول مع الإنتاج السينمائي الإسباني من خلال فيلم " شجرة الزيتون " للمخرج إسيار بولان الذي يحمل الكثير من الأحاسيس والقيم الإنسانية المتمثلة في الروابط العائلية و الالتزام بالحفاظ على التراث . ومن خلال قصة شجرة زيتون متجذرة منذ الفيتين من الزمن في أراضي عائلة ترغم على بيعها. وأمام معاناة بقيت تكبر وتتعمق لفراق شجرة الزيتون يزيد تعنت و إصرار الشابة ألما التي تقرر البحث عن الشجرة في رحلة مليئة بالصدامات والمعاناة إلى أن تبلغ الأمل وتعود بغصن من شجرة الزيتون الأم . كما شهدت السهرة الأولى من مسابقة هذا المهرجان عرض فيلم " 3000 ليلة " للمخرجة مي المصري و هو إنتاج مشترك أردني فلسطيني لبناني وفرنسي. ويعالج هذا الفيلم قصة شابة فلسطينية يزج بها في السجون الإسرائيلية حيث تضع مولودها. و بمرور الأيام وتحولها إلى أم تنضج الفتاة وتتشبع بقيم النضال والكفاح من أجل قضية وطنها فلسطين. ويعكس الفيلم قضية نضال شعب وتضحياته اليومية من خلال الفتاة الفلسطينية الأم التي تختار بقوة قناعاتها التضحية والنضال ومواجهة الاحتلال ليحمل الفيلم من جهة أخرى رسائل أمل لا يمكن الاستغناء عنها لمواصلة النضال كما أشارت إلى ذلك لوأج منتجة الفيلم صابين سيداوي . ويشارك في منافسة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي 15 فيلما لانتزاع جوائز هذه الطبعة على التوالي جائزة " العناب الذهبي" إلى جانب جوائز أحسن الأدوار و أحسن سيناريو و أحسن إخراج وغيرها من الجوائز . ويرأس لجنة تحكيم مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي السينمائي البلجيكي أندري سوتريك.