أكد الوفد الجزائري المشارك في منتدى جهوي حول تعزيز قدرات متابعة تحقيق أهداف التنمية المستدامة الذي افتتحت أشغاله يوم الثلاثاء بالعاصمة الاردنية عمان ان الجزائر تسير في الاتجاه الصحيح في مجال تحقيق أهداف الألفية للتنمية المستدامة لعام 2030. وقال عضو مجلس الأمة عبد الوهاب بن زعيم في تدخله امام المشاركين في اللقاء بأن الجزائر "ملتزمة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي حددتها الاممالمتحدة آفاق عام 2030 وهي تسير بالاتجاه الصحيح بفضل سياسات تنموية اجتماعية واقتصادية تكفل تلبية احتياجات المواطن وتضمن العدالة الاجتماعية". واستعرض بن زعيم وهو يرد على استفسارات الحاضرين من مختلف الدول مقاربة الجزائر الشاملة والتساهمية لاقرار مشروع اجتماعي واقتصادي في سياق تحقيق أهداف التنمية المستدامة عبر تجسيد مؤشرات ذات اولوية في مجال السكان والتنمية على وجه الخصوص. وابرز في هذا السياق الإنجازات المحققة في ميادين الديمقراطية التشاركية وضمان خدمات الصحة والتعليم والتكوين مجانا وكذا توفير السكن ومكافحة الفقر وتعزيز التضامن الوطني بالإضافة إلى تحقيق المساواة بين الجنسين. كما أكد عضو مجلس الامة ان الجزائر حققت ارتفاعا في مؤشرات نسبة التعليم وبمعدل الحياة والممارسة الديمقراطية وتعزيز دور المواطن على المستويات ألاجتماعية والاقتصادية والثقافية مستدلا على وجه الخصوص بما حققته المرأة الجزائرية على الساحة السياسية باستحواذها على 162 مقعد في البرلمان والدعم الكبير للدولة الجزائرية للمواطن من خلال دعم أسعار السلع ذات الاستهلاك الواسع والذي خصصت له 18 مليار دولار. اما المديرة الفرعية للاستشراف واليقظة الديموغرافية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات نادية جرعون فقد أبرزت من جهتها اهم ما تقوم به الجزائر من اجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتي هي حاليا في مراحلها الاولى (المرحلة الابتدائية) مشيرة الى ان القطاع بصدد التحضير لإجراء مسح وطني متعدد المؤشرات (السادس من نوعه) بالتنسيق مع منظمة اليونيسف والذي سوف يوفر 70 بالمائة من مؤشرات اجندة التنمية المستدامة خاصة منها ذات الصلة بالسكان والصحة. وقالت ان الجهات المعنية وتجسيدا لسياسة الدولة على ارض الواقع قامت بوضع برامج تنموية عديدة اخرها البرنامج الخماسي لدعم الانعاش الاقتصادي (2015-2019) والذي جاء لاستكمال تجهيز وعصرنة البلاد ووضعها على طريق التنمية المستدامة. ولفتت الى ان أهداف التنمية المستدامة المتضمنة في برنامج عمل الحكومة يمس أساسا مجالات تسيير الدولة (تعزيز دولة القانون والحريات والحوكمة الرشيدة) والاقتصاد والمالية والتنمية البشرية والمستوى الاجتماعي (الحفاظ على نظام الحماية الاجتماعية وترقية التشغيل والتضامن الوطنية الاستمرار بالفئات المحرومة). وتطرقت المديرة الفرعية بالمقابل الى الصعوبات التي تواجه انتاج مؤشرات تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الجزائر وصعوبتها من بينها غياب مصادر حساب هذه المؤشرات أو طول مدى توفر المصدر كالأعداد العام للسكان الذي يجرى كل 10 سنوات أو المسوح الدورية التي تجرى كل 5 سنوات. كما عددت ضمن هذه الصعوبات نقص الجودة في الإحصائيات الإدارية والتي غالبا ما لا تستغل نظرا لسوء عملية جمع المعطيات -- حسب ما جاء في مداخلتها--. ويدوم المنتدى ثلاثة ايام وينظمه صندوق الأممالمتحدة للسكان بالتعاون مع مكتبه الإقليمي للدول العربية وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي. ويهدف إلى استعراض نتائج المؤتمر الدولي للسكان والتنمية في البلدان العربية (إعلان القاهرة 2013) وتعزيز فهم أهداف التنمية المستدامة ذات الأولوية بما في ذلك المؤشرات التي وضعها المؤتمر الدولي للسكان والتنمية وتكييف استخدامها على الصعيد الوطني. كما يرمي أيضا إلى دراسة الترتيبات والأدوات المؤسسية لتنفيذ ورصد أهداف التنمية المستدامة ذات الأولوية والتي وضعها المؤتمر الدولي للسكان والتنمية والاتفاق على جدول زمني وخطة عمل بهذا الخصوص.