جددت يوم الجمعة عدة أحزاب سياسية, خلال تنشيطها لتجمعاتها الشعبية في اطار اليوم ال13 من الحملة الانتخابية لمحليات 23 نوفمبر, دعوتها إلى توسيع صلاحيات المنتخبين المحليين لاسيما رؤساء المجالس الشعبية البلدية, مشددين في نفس الوقت على ضرورة اشراك المواطن في تسيير شؤون بلديته من خلال ترقية الديمقراطية التشاركية. في هذا الإطار, أكد عضو الهيئة الرئاسية لجبهة القوى الاشتراكية, علي لعسكري, من ببومرداس, بأن تشكيلته السياسية تناضل وتدعو إلي منح صلاحيات أوسع للمنتخبين المحليين, خاصة رؤساء البلديات من خلال مراجعة قانوني البلدية والولاية واعادة صياغتهما بشكل يسمح لهم بأداء عملهم التنموي المحلي على أكمل وجه. كما حث المتدخل مكونات المجتمع من أجل تنظيم أنفسهم في اطار لجان وجمعيات للمشاركة بشتي الطرق في تسيير شؤون البلدية ومساعدة المنتخبين على تجسيد تنمية فعلية تستجيب للتطلعات على المستوى المحلي. ودعا السيد لعسكري الناخبين الى التصويت بقوة في الاستحقاق الانتخابي القادم, داعيا اياهم إلى اختيار مرشحي حزبه "الملتزمين بتنفيذ برنامج جاد واقعي من شأنه اعطاء دفع جديد للتنمية المحلية". من جانبه, وعلى غرار تجمعاته السابقة التي نشطها منذ انطلاق الحملة الانتخابية, جدد رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية, موسى تواتي, من وهران, دعوته للجزائريين الى "المشاركة بقوة في الموعد الانتخابي القادم واختيار ممثليهم كل حرية من أجل تكريس سيادة الشعب", مشيرا إلى أن "المقاطعة لا تخدم إلا من سلبوا الجزائريين حقوقهم". أما رئيس حركة مجتمع السلم, عبد المجيد مناصرة, فقد أكد أمس الخميس من عين الدفلى, أن الانتخابات "تشكل الوسيلة الوحيدة لتحقيق التغيير المنتظر", موضحا أن حزبه قرر المشاركة في هذا الموعد الانتخابي "قصد زرع الأمل والطمأنينة في نفوس المواطنين". وشدد السيد مناصرة على أنه "بالرغم من صعوبة إقناع المواطنين بالتوجه إلى صناديق الاقتراع نظرا للسياق الصعب الذي تعيشه بعض البلديات والصعوبات التي تواجهها, فإننا سنتجاوز ذلك قصد حشد المواطنين", مبرزا بعض العوامل التي أدت إلى عدم تأدية البلديات الدور المسند لها تجاه السكان. وقال في هذا الصدد أن "المسؤول الأول للبلدية الغير مستمد من إرادة الشعب في العديد من البلديات قد أدى إلى تشويه سمعته ومصداقيته تجاه السكان", موضحا ان هذه الوضعية "زادت سوءا بسبب سوء التسيير للأموال العمومية". و بعد أن تأسف للتدخلات في عمل رئيس المجلس الشعبي البلدي, أكد السيد مناصرة أن ضيق هامش المناورة لرئيس البلدية راجع إلى ضعف صلاحياته, داعيا في هذا السياق إلى توسيع صلاحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي لضمان "توازنات مالية وسير جيد لشؤون البلدية". بدوره, نشط الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني, جمال ولد عباس, تجمعا شعبيا بغليزان أكد خلاله أن بناء بلاد قوية "يبدأ ببناء مجالس شعبية بلدية وولائية قريبة من المواطن", مذكرا أن البلدية تشكل "قاعدة الدولة". كما حث السيد ولد عباس مترشحي حزبه إلى "الإصغاء لانشغالات المواطنين قصد التكفل بها ومحاورتهم كون العمل الجواري سلاح المترشحين", داعيا إلى "تفادي تقديم وعود وهمية وتغليط المواطنين". من جهة أخرى, أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أن الانتخابات القادمة ستكون "فرصة لتسليم المشعل للشباب". أما رئيس حركة الاصلاح الوطني, فيلالى غويني, فقد أكد من برج بوعريريج على "ضرورة التوجه بكثافة نحو صناديق الاقتراع في الاستحقاق الانتخابي المقبل ومحاربة ظاهرة العزوف لإعطاء شرعية أكبر لممثلي الشعب في المجالس المحلية". ودعا في ذات السياق مناضلي تشكيلته السياسية إلى "التعبئة أكثر" خلال الأيام المتبقية من عمر الحملة الانتخابية لإقناع المواطنين خاصة منهم فئة الشباب للتوجه إلى صناديق الاقتراع بأعداد غفيرة وذلك من أجل "دعم شرعية المنتخب المحلي و السماح له بالتمثيل الفعال في المجالس الشعبية المنتخبة". ورافع السيد غويني أيضا من أجل توسيع صلاحيات المنتخبين المحليين وتعزيزها لتمكينهم من "أخذ زمام المبادرة والقيام بدورهم في تسيير الشؤون المحلية دون الرجوع إلى الادارة كونهم هم الذين لديهم دراية بأولويات التنمية المحلية وانشغالات المواطن", معتبرا أن الانتخابات المحلية المقبلة ستكون "بداية الخروج من الأزمة ومحطة للتغيير نحو الافضل".