تسجل المعالم التاريخية والمواقع الطبيعية بتلمسان خلال النصف الأول من شهر أغسطس الجاري إقبالا كبيرا للسياح الراغبين في اكتشاف الماضي العريق لعاصمة الزيانيين وما تزخر به من تراث مادي ولامادي. وفي أجواء صيفية حارة، تبدو مدينة تلمسان في هذه الأيام وكأنها غير قادرة على استيعاب العدد الكبير من السياح القادمين من داخل وخارج الوطن من بينهم من يزور المنطقة لأول مرة. ويترجم هذا التوافد للزوار بالإزدحام المسجل على مستوى الشوارع الرئيسية للمدينة التي أضحت وجهة مفضلة للسياحة الثقافية، لا سيما منذ تظاهرة "تلمساني عاصمة الثقافة الإسلامية 2011". ويشكل القصر الملكي المتواجد بداخل قلعة "المشور" (القرن ال 13) بقلب مدينة تلمسان الذي يمثل إعادة تشكيل لأحد القصور الأربعة للعهد الزياني موقعا بارزا لجذب الزوار. وتشكل مغارات بني عاد الواقعة على ارتفاع يفوق ألف متر برأي المختصين في السياحة وهواة الطبيعة، عاملا مهما لتطوير السياحة البيئية، "ويكفي استحداث بعض المرافق للإستقبال والخدمات حتى تصبح موقع جذب سياحي ذي بعد وطني ودولي"، حسبما أبرزه ل. علي ممثل وكالة للسياحة والأسفار من قسنطينة. ومن جانبه تشهد الحظيرة الطبيعية "لالة ستي" وغابتها الترفيهية توافدا كبيرا للزوار الباحثين عن الراحة والإستجمام في هذه الفترة من السنة حيث تلتقي العائلات التلمسانية وزوار المدينة في أجواء حميمية متميزة. ومن جهة أخرى، يعكف سكان تلمسان على التحضير للإحتفال بعيد الأضحى المبارك مما يضفي المزيد من الحيوية والنشاط على المدينة.