لورشي (فرنسا) - أكدت جبهة البوليساريو، يوم السبت من مدينة كونفروفيل-لورشي، بالقرب من لوهافر بفرنسا، أنه سيشرع الآن في متابعات قضائية ضد الشركات الفرنسية العاملة بأراضي الصحراء الغربية. ويذكر أن جبهة البوليساريو أودعت يوم الخميس شكاوي لدى وكيل الجمهورية بباريس، القطب المختص في جرائم الحرب، ضد ست 6 شركات فرنسية وهي شركة "بي-أن-بي باريبا" و "سوسييتي جينيرال" و "القرض الفلاحي" و "أكسا للتأمين" و"ترانسافيا للطيران" و "أو-سي-بي-يا" المختصة في الرحلات الرياضية. وأوضح لواج ممثل جبهة البوليساريو بفرنسا، أبي بشرايا البشير على هامش الندوة المنعقدة في كونفروفيل-لورشي حول الموارد الطبيعية للصحراء الغربية، أن "هذه المؤسسات متورطة في نقل المغرب لسكانه إلى أراضي الصحراء الغربية الموجودة تحت الاحتلال العسكري، مضيفا "أنها مسؤولية خطيرة وقد سبق وأن حذرنا بشأنها قبلاتخاذ الإجراءات التي نحن بصددها الآن". وقال ذات المسؤول أن هذه الشكاوي مدرجة ضمن "جريمة الاستعمار" التي تتضمنها المادة 461-26 من قانون العقوبات الفرنسي، إلى جانب جريمة "التمييز الاقتصادي" الذي تنص عليه المادتين 225-1 و 225-2 من نفس القانون، مضيفا أنه منذ صدور أحكام محكمة العدل الأوربية سنتي 2016 و2018، "أضحى جليا بأن المغرب لا يملك حق السيادة على أراضي الصحراء الغربية، وأن الاتفاقيات المبرمة بين الاتحاد الأوربي والمغرب غير قابلة للتطبيق عليها". وفي هذا الصدد، شدد ممثل جبهة البوليساريو بأن التراخيص التي يقدمها المغرب للشركات الأوربية التي تنشط في المجال الاقتصادي فوق الأراضي الصحراوية "ليس لها أي أساس قانوني وأن هذا الخرق المؤكد يلزم مسؤوليتها"، موضحا أن محكمة العدل الأوربية "فصلت في القانون المطبق وهو عدم جواز القيام بأي نشاط في الصحراء الغربية من خلال موافقة السلطات المغربية". وخلص المسؤول الصحراوي الى أن "جبهة البوليساريو، لسان حال شعب ذو سيادة، مخول لها منح هذه التراخيص والموافقة على الاستثمار في الأراضي الصحراوية". ويذكر أن "بي أن بي باريبا" تنشط عن طريق فرعها المغربي التابع للبنك المغربي للتجارة والصناعة، الذي تمتلك فيه 65.03 بالمائة من الرأسمال الاجتماعي، في حين تنشط "سوييتي جينيرال" بوساطة فرعها "سوسييتي جينيرال المغرب" الذي تحوز فيه 56.94 بالمائة من الرأسمال الاجتماعي. وبخصوص القرض الفلاحي، الشركة المغفلة، فهو ينشط من خلال فرعه قرض المغرب الذي له في رأسماله الاجتماعي 78.7 بالمائة. وأما شركة أكسا للتأمين فبوساطة فرعها تأمينات أكسا المغرب الذي تسيطر على 100 بالمائة من رأسماله الاجتماعي. و تستند هذه البنوك الثلاثة وشركة التأمينات إلى "خارطة احتلال" للمغرب التي تنشرها على وثائقها بحيث قامت بفتح هذه الوكالات بالعاصمة الصحراوية العيون وكذا بمدينة الدخلة. وأما شركة ترانسافيا فرانس للطيران التي قامت بتعليق رحلتها باريس-أورلي-الدخلة بعد امتثالها أمام محكمة كريتاي، فقد أعلنت مؤخرا أنها ستقوم باستغلال خط جوي بين مدينتي باريس والدخلة (المحتلة) باعتبارها "مدينة مغربية". ويقوم المجمع المختص في الرحلات و الإقامات الرياضية "أو-سي-بي-يا" بتنظيم وبيع إقامات إلى مدينة الدخلة بمناسبة موسم السياحة الملاحية ورياضة ركوب الأمواج.