أكد رئيس مجلس الامة، عبد القادر بن صالح، اليوم الأحد من تونس، على ضرورة إدخال "إصلاحات عميقة" على المنظومة العربية لتواكب التحولات الحاصلة وإيجاد حلول لمشاكلها. وقال السيد بن صالح في كلمة له خلال أشغال القمة العربية الثلاثين التي يشارك فيها ممثلا لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة : "إننا اليوم مطالبون أكثر من أي وقت مضى بضرورة إدخال إصلاحات عميقة على منظومتنا العربية لنواكب التحولات الجارية وكذا لإيجاد الحلول لمشاكلها ورفع الرهانات التي تواجهها". وأشار بالمناسبة الى وجود "مرحلة جديدة من التحديات في ظل عالم تتسارع فيه التطورات والمتغيرات اقليميا ودوليا". وتابع قائلا بأن هذا الامر "يدعونا الى حل مشاكلنا بأنفسنا لنمكن شعوبنا من اللحاق بركب العصر وما يميزه من تطور علمي، صناعي وتكنولوجي يصعب علينا اللحاق به إذا ما بقينا أسرى لأزماتنا وخلافاتنا، مع قناعتنا بإيجاد حلول لمشاكلنا حتى لا تفرض علينا من الخارج دون ان تراعي خصوصياتنا ومقوماتنا الحضارية". وفي هذا السياق، تطرق السيد بن صالح الى القضية الفلسطينية، لافتا الى ان الجزائر "ثابتة على مواقفها وهي على قناعة ان السلام لا يمكن تحقيقه في الشرق الاوسط دون تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه الوطنية المشروعة واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". وبشأن قضية الجولان، فان الجزائر --يؤكد السيد بن صالح-- "ترفض بشدة القرار الرامي الى تكريس سيادة اسرائيل على هذا الجزء من التراب السوري المحتل لكونه مخالفا لقرار مجلس الامن 497 لسنة 1981 ولمقتضيات الشرعية الدولية". وعن الوضع في اليمن، جدد السيد بن صالح "دعم الجزائر للجهود المبذولة في اطار الاممالمتحدة لتجسيد ما توصل اليه الفرقاء اليمنيون في مباحثاتهم الاخيرة في استكهولم وتوفير الظروف المناسبة لاستئناف الحل السياسي بما يضمن وحدة اليمن وسيادته وأمنه واستقراره ونسيجه المجتمعي". كما أبرز رئيس مجلس الأمة في كلمته "التحديات الامنية الكبيرة" التي تواجه العالم العربي، والمتمثلة خصوصا في ظاهرة الارهاب والافكار المتطرفة والجريمة المنظمة بما فيها تلك العابرة للحدود وتجارة المخدرات وتبييض الاموال وتفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية، داعيا الى "تعزيز آليات التنسيق بين دولنا ومع محيطنا المباشر والمجتمع الدولي لمجابهة هذه الآفات التي باتت تهدد استقرار بلداننا". وخلص السيد بن صالح الى ان الجزائر "تعلق آمالا كبيرة على هذه القمة للدفع قدما بمسار العمل العربي المشترك"، مؤكدا أنها "لن تدخر أي جهد في تدعيم كل المساعي الرامية الى تنقية الاجواء ورص الصف العربي وتعزيز أسس الحوار والتنسيق والتشاور بين البلدان العربية".