أثار القصف الصاروخي العنيف الذي شنته قوات الضابط المتقاعد خليفة حفتر على الأحياء السكنية في العاصمة الليبية طرابلس تنديدا دوليا واسعا، ودعوات إلى تغليب المصلحة العليا للبلاد، فيما توعدت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا بتقديم كافة المستندات للمحكمة الجنائية الدولية بشأن الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها قوات حفتر في حق المدنيين. وفي مؤتمر صحفي، بثتها قنوات تلفزيونية، أكد الناطق باسم حكومة الوفاق، مهند يونس، أن "لجوء قوات خليفة حفتر لقصف المدنيين دليل على هزيمته في الميدان"، مبينا أن "الحكومة موجودة وتتابع الوضع وسيكون لها موقفها إزاء هذه الجرائم". ونقلت إدارة التواصل بحكومة الوفاق عن يونس قوله إن "قصف الأحياء المدنية الآهلة بالسكان جريمة ضد الإنسانية تجعل من حفتر مجرم حرب مطلوبا محليًا ودوليًا"، مضيفا أن "العالم أصبح يرى بوضوح جرائم حفتر التي لا يمكن السكوت عنها"، مردفا "لم يعد هناك مبرر أمام المجتمع الدولي كي لا يصنف حفتر مجرم حرب". وأكد السيد يونس الذي يشغل أيضا منصب وزير الدولة لشؤون الجرحى بحكومة الوفاق الوطني، أن "حكومة الوفاق ستتخذ كافة الاجراءات للرد على هذه الجريمة النكراء"، وقال "لم يعد هناك مجال للصبر على هذه الأفعال وسيكون الرد رادعاً وعلى جميع الصعد"، مضيفا "اتضح الآن للجميع أن حفتر الذي انقلب على الشرعية لم يكن يوماً يسعى لحل سياسي". وأكد وزير أوروبا و الشؤون الخارجية الفرنسي، جان ايف لودريان في محادثة هاتفية مع الممثل الأممي غسان سلامة "الدعم الكامل" لفرنسا في وساطته، مشيدا "بالشجاعة التي يتحلى بها إلى جانب طاقمه قصد مواصلة مهمته. كما أعرب عن "قلق" فرنسا ازاء الوضع الذي "يقوض جهود السلم المبادر بها في ليبيا بدعم من المجموعة الدولية"، مشددا على ضرورة وقف اطلاق النار. وقال في هذا السياق أن فرنسا تطالب في هذا الصدد بالاستئناف "العاجل" للحوار بهدف "اعادة اطلاق المسار السياسي الذي ترعاه الأممالمتحدة و المتوج بالتنظيم العاجل للانتخابات". ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي، في وقت لاحق اليوم الخميس، جلسة استثنائية مغلقة حول الوضع في ليبيا، وذلك بناء على طلب من ألمانيا بعد مفاوضات بشأن مشروع القرار الداعي إلى وقف إطلاق النار في طرابلس. وأعلنت وزارة الخارجية بحكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا، أنها طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية يوم 21 أبريل لبحث التطورات في العاصمة الليبية طرابلس. تجدر الإشارة إلى أن 205 أشخاص لقوا مصرعهم وأصيب 913 بجروح منذ بداية هجوم قوات خليفة حفتر على في 4 أبريل الجاري، وفق ما أفادت به اليوم الخميس، حصيلة جديدة لمنظمة الصحة العالمية. وكانت حصيلة سابقة للمنظمة نشرت أمس أفادت بمقتل ما لا يقل عن 189 شخصا وإصابة 816 آخرين، من بينهم مدنيون منذ بداية هجوم قوات حفتر. وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة من جهتها، أن حوالي 25 ألف شخص نزحوا من منازلهم جراء الاشتباكات التي اندلعت في طرابلس، معربة عن "قلقها العميق لتزايد تعرض المدنيين في طرابلس للخطر بسبب الاشتباكات المتصاعدة"، مضيفة أن هناك أكثر من 3000 مهاجر محتجزين، من بينهم أطفال ونساء حوامل".