خرج جموع المواطنين مجددا, وهذا للجمعة ال 16 على التوالي, في مسيرات سلمية بالجزائر العاصمة وعبر مختلف ولايات الوطن, مجددين مطالبهم الداعية الى رحيل الوجوه المحسوبة على النظام السابق وضرورة إرساء أسس دولة ديمقراطية تعود فيها الكلمة للشعب. ومثلما جرت عليه العادة, توافد جموع المواطنين بمناسبة هذه الجمعة, الاولى بعد شهر رمضان, على ساحات وشوارع العاصمة, لاسيما على مستوى الفضاءات المحاذية لساحة البريد المركزي, شارعي زيغود يوسف والعقيد عميروش وكذا نهج باستور وساحة موريس أودان, رافعين لافتات وشعارات تؤكد مجددا تمسكهم بمطلب رحيل الباءات الثلاثة (بن صالح-بدوي-بوشارب). كما رفعوا لافتات ورددوا شعارات أعربوا من خلالها عن رفضهم لمضمون الخطاب الاخير لرئيس الدولة, عبد القادر بن صالح, بخصوص دعوته الطبقة السياسية والمجتمع المدني والشخصيات الوطنية الى تبني "حوار شامل" للخروج من الازمة. على صعيد آخر, فإن المظاهر الاحتفالية لم تغب عن مسيرات هذه الجمعة التي تتزامن مع الاحتفال بعيد الفطر المبارك, حيث تم بالمناسبة توزيع الحلويات والمشروبات. ووسط تعزيزات أمنية, ردد المتظاهرون الاناشيد الوطنية ورفعوا صور شهداء وأبطال ثورة أول نوفمبر, ناهيك عن الحضور اللافت للراية الوطنية وسط المتظاهرين من مختلف الاعمار والفئات تعبيرا عن افتخارهم بتاريخ البلاد وبأمجاده وتمسكهم بالوحدة الوطنية. من جهة أخرى, تواصل غلق النفق الجامعي من طرف عناصر الامن على مستوى ساحة موريس أودان, بالإضافة الى غلق الرابط بين شارعي حسيبة بن بوعلي وعميروش وكذا المسالك المؤدية الى قصر الحكومة تفاديا لوقوع أي انزلاقات. وقد شرع المتظاهرون في إخلاء الشوارع والساحات في حدود الساعة الخامسة مساء في جو من الهدوء والسكينة, فاسحين المجال لشباب متطوعين لتنظيف أماكن التظاهر.