أفاد البطل العالمي للكاراتي دو في فئة الأواسط لوزن اقل من 55 كلغ, الجزائري أيوب أنيس حلاسة, يوم الثلاثاء بالجزائر, أن تتويجه بالميدالية الذهبية في مونديال هذا لاختصاص بالشيلي, "ما هو إلا أول خطوة" في مشواره "الذي لا يزال طويلا". وصرح حلاسة للصحافة لحظة استقباله من طرف وزير الشباب والرياضة رؤوف سليم برناوي بالقاعة الشرفية لمطار الجزائر الدولي : "أشكر كل من وقف الى جانبي و شجعني لبلوغ هذا المستوى. المنافسة كانت شرسة وقوية, وقبيل صعودي الى البساط لخوض المنازلة النهائية قررت ألا صوت يعلو على النشيد الوطني قسما وهو ما تحقق". وتوج حلاسة بلقب بطولة العالم للشباب, بعاصمة الشيلي, سانتياغو, التي تعرف أعمال شغب و عنف و احتجاجات عارمة أدت الى سقوط عدة ضحايا, بعد فوزه في النهائي على المغربي جينا عبد الغالي يوم الجمعة. و أضاف: "المنافسة كانت كبيرة سيما بحضور قرابة 1500 مصارع من 96 بلدا, لكن مع العمل المعنوي الكبير الذي قام به المدربون, تمكنت من الإرتقاء لأعلى درجة في منصة التتويج, وسيرت المنازلات واحدة بواحدة, أما النهائي فقد كان حماسيا للغاية وسط مدرجات مكتظة". و أفاد مصارع نادي مستقبل قسنطينة, الذي كان مرفقا بعائلته : "هذه أول خطوة في مشواري الذي لا يزال طريقه طويلا, هناك مواعيد كبرى بانتظاري أطمح لها, أقربها البطولة العالمية السنة المقبلة بجنوب افريقيا وبعدها ألعاب البحر المتوسط 2021 بوهران". كما نوه حلاسة بكل الأطراف التي ساعدته لبلوغ هذه المستوى قائلا: "الفضل في التتويج يعود الى المدربين الذين أشرفوا علي في المنتخب وخاصة في النادي. أحيي رئيس الاتحادية مسدوي و أعضاء المكتب الفيدرالي الذين وضعوا ثقتهم في إمكانياتي والحمد لله لم أخيبهم, وحتى سفير الجزائر بالشيلي لم يدخر أي جهد لوضعنا في أحسن الظروف هناك". و اختتم: "أشكر الوزير الذي استقبلني وهذا أمر يشرفني ويحفزني لتقديم الاكثر, حيث شدد علي ألا أستسلم بهدف الحفاظ على مستواي للذهاب بعيدا". من جهته, اعتبر وزير الشباب والرياضة, رؤوف سليم برناوي, أن الذهبية التي توج بها هي فخر للجزائر عموما وللرياضة الوطنية بوجه الخصوص. و أفاد: "هذه أول خطوة في مشوار هذا المصارع البطل, هذا اللقب جاء بفضل مجهودات ناديه الذي يكون رياضيين على أعلى مستوى وهو مؤشر على وجود قطب كبير للتكوين للمصارعين في قسنطينة". وقال أيضا: "هذا يؤكد سياسة الاتحادية المثمرة, لكن للأسف عدم مشاركة هذا المصارع في أولمبياد الشباب سنة 2018 بسبب المشاكل التي كانت تعيشها الفيدرالية آنذاك. لكن عودة رياضة الكاراتي دو بهذه القوة تعد معجزة لأنها عادت للمستوى العالي في ظرف وجيز وفي مختلف الاصناف, من بينها لامية معطوب صاحبة برونزية البطولة العالمية 2018 ودايخي حسين صاحب ذهبية ألعاب البحر المتوسط لنفس السنة". ==مستقبل "زاهر"== وعبر الوزير عن أمله في الحفاظ على هذه المكتسبات الرياضية, مضيفا : "أتمنى أن نحافظ على هذا المنهج من التكوين, شريطة وجود محيط يتسم بالهدوء. ولم لا ميدالية أولمبية في هذه الرياضة. من جهتنا كوصاية, تكمن مهمتنا في إعادة ترتيب البيت الرياضي الجزائري, من خلال فرض جو يسوده الانضباط والسكينة". و أكد رئيس الاتحادية الجزائرية للكاراتي دو, سليمان مسدوي افتخار هيئته بما حققه الرياضي الشاب, قائلا : "فخورون جدا بهذه النتيجة التي تعطينا دفعا ونفسا جديدين, والآن نطمح إلى انتزاع إحدى الميداليات في أولمبياد طوكيو 2020, بما أن الكاراتي دو أصبح رياضة أولمبية." من جانبه, كشف المدرب الوطني للكاراتي دو, عدنان طارق, ل"وأج": "لاحظنا مستوى المنافسة وتأكدنا أن أنيس بإمكانه تحقيق شيء كبير خلالها, وتحدثنا معه في هذا الصدد, وقدم منازلات على شكل نهائي وذلك بتطبيقه تعليمات الطاقم الفني. وبفضل التركيز الكبير فوق البساط تمكن من هزم مصارعين معروفين وأقوياء سيما الأردني عفيف غيث في نصف النهائي". ويضيف المدرب الوطني: "هؤلاء الشبان لهم مستقبل زاهر, فلو نواصل معهم لفئة الاكابر في المستوى العالي فسيحققون نتائج باهرة, و أنيس حلاسة بحاجة الى عناية خاصة للحفاظ على مستواه. عليه مواصلة التحضيرات والمداومة على المشاركة في مختلف الدورات الدولية ليواصل على نفس المردود حتى بلوغه فئة الاكابر". من جهته, صرح ثابت اسكندر, مدربه في نادي مستقبل قسنطينة قائلا : "هذه ثمرة تعب لعدة سنوات, الحمد لله المجهودات لم تذهب سدى, كل الاطراف المحيطة بالمصارع تعبت معه من مدربين وزملاء وحتى عائلته, لبلوغ هذه الدرجة. كنا ننتظر نتيجة جيدة لكن ليس التتويج بالذهب. أنيس بدأ معنا وعمره لا يتجاوز خمس سنوات, لقد التمسنا فيه عزيمة كبيرة, كما تميز بالانضباط والارادة مقارنة ببقية الزملاء وهي كلها أسرار التتويج". و أكد أيضا: "نرى فيه خليفة وليد بوعبعوب مستقبلا, والذي يعد خريج نفس الفريق والمتحصل على برونزية مونديال 2012". وسبق لحلاسة التحصل على المرتبة الثانية في البطولة المتوسطية, اضافة الى مرتبة ثالثة في البطولة العربية, وله العديد من الألقاب الوطنية منذ أن كان في فئة الأصاغر.