واجهت مسيرة المفاوضات الرامية لتحقيق السلام بربوع السودان ضربة جديدة بعد بروز بؤرة جديدة للعنف القبلي شرقي البلاد على غرار تلك التي وقعت منذ وقت قصير في دارفور ولا زالت الحكومة تحاول احتواءها. وقبل أن تعود الأمور إلى نصابها بمدينة الجنينة بدارفور غربي السودان، اندلعت مواجهات قبلية أخرى بين أبناء الشعب السوداني في بورتسودان، المحافظة الواقعة على البحر الأحمر كان سببها نفس السيناريو تقريبا والذي أدى إلى انفجار أحداث الجنينية، حسبما أوردته مصادر محلية اليوم الأحد. بعد أيام من أحداث الجنينة.. قتلى في اشتباكات ببورتسودان شرقي البلاد قال نشطاء سودانيون أن اشتباكات قبلية شرقي السودان أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل خلال اليومين الماضيين في موجة أخرى من العنف تهدد بعرقلة محادثات السلام في بلد يخوض حروبا أهلية منذ عقود. وقالت لجنة الأطباء السودانيين، إن الاشتباكات في بورتسودان، المحافظة الواقعة على البحر الأحمر، نشبت عقب اقتتال شخصين من قبيلتي البني عامر والنوبة، انتهى بمقتل أحدهما طعنا، واعتقال القاتل. لكن الأمر تطور فارتفع عدد القتلى إلى تسعة، إضافة إلى إصابة العشرات، حسب اللجنة. ونشر ناشطون مقاطع مصورة تظهر حجم الدمار الذي لحق بالمدينة جراء النزاع.وقال مسؤولون أن قوات أمن انتشرت في المدينة للمساعدة في احتواء الاشتباكات فيما أشارت وسائل إعلام محلية عن فرض حظر للتجوال. وكانت بورتسودان مسرحا لصدامات مماثلة في أغسطس الماضي مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 13 شخصا. وبدأ النزاع القبلي في مايو حول موارد المياه في مدينة القضارف شرقي السودان، حيث قتل سبعة أشخاص. كما اندلعت اشتباكات قبلية بين قبيلة المساليت وبعض القبائل العربية في دارفور غربي السودان الأسبوع الماضي، أسفرت عن مقتل 48 شخصا على الأقل وإصابة 167 آخرين وتشريد أكثر من ثمانية آلاف عائلة. واضطر رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك البقاء في الجنينة إلى حين معالجة المشكلة. وفي أكتوبر الماضي بدأت الحكومة الانتقالية في السودان مفاوضات مع حركات مسلحة مختلفة بجوبا، عاصمة جنوب السودان، وذلك في إطار مبادرة للسلام، ضمن خطة تفضي لإجراء انتخابات حرة في البلاد. غير أن الحركات المسلحة المنضوية في مسار دارفور قررت تعليق المحادثات احتجاجا على النزاعات الأخيرة في الجنينة بغرب دارفور، وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق لكشف الملابسات وإحالة المسؤولين عنها إلى العدالة. كل هاته التطورات لم تحل دون إبداء الحكومة السودانية لتفاؤل إزاء مفاوضات السلام حيث صرح الناطق الرسمي باسم الوفد الحكومي إلى مفاوضات السلام، محمد حسن التعايشي، أن تطبيق السلام الشامل في السودان بات أمرا ممكنا، لافتا إلى أن التفاوض عبر اللجان الخاصة حول المسارات السلام وتحديدا مسار دارفور يسير على قدم وساق. ووصف التعايشي في تصريحات صحفية عملية السلام التي تستضيفها عاصمة جنوب السودان، جوبا، ب "الاستثنائية"، مضيفا "نريد عبر المفاوضات في جوبا الوصول إلى اتفاق شامل، يطمئن الشركاء الإقليميين الذين لديهم مصالح إستراتيجية مع السودان متعلقة بالاستقرار في المحيط الإقليمي كله". كما أوضح الناطق الرسمي، أن أهمية مفاوضات جوبا، تكمن في كونها تشمل كافة المسارات، التي تغطي كل مناطق السودان المتأثرة بالحرب أو التهميش، منوها بأنه تم الاتفاق على أن المؤتمر الدستوري، يمثل أحد الآليات التي سيعمل بها للوصول إلى إجماع حول القضايا الأساسية للسودان.