تم مساء أمس السبت تسليم الجوائز للفائزين في الطبعة ال7 لجائزة محمد ديب للأدب احياء لعمل هذا الروائي البارز. وجرى الحفل الذي احتضنته الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بفيلا دار عبد اللطيف بحضور وزيرة الثقافة و الفنون، مليكة بن دودة ورئيسة جمعية "لاغراند ميزون"، صبيحة بن منصور و مديرة الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، نصيرة عيايشية. وسلمت وزيرة الثقافة و الفنون للفائزين الثلاثة وهم عبد المنعم بن السايح و مراد زيمو و مصطفى بن فضيل جوائزهم التي يموّلها الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة خلال الطبعات الثلاثة الأخيرة والتي تقدر هذه السنة بمليون دينار لكل جائزة. تروي جائزة محمد ديب باللغة العربية "لنرقص الترانتيلا ثم نموت" لعبد المنعم بن السايح معاناة الشباب الفلسطيني من خلال شخصية جواد. وقد عبر الكاتب عن فخره الكبير، واصفا هذه الجائزة التي تحمل اسم هذا المعلم الأدبي ب"الحلم غير المتوقع". كما أبدع مراد زيمو واسمه الحقيقي مراد حاج سعيد، الذي لم يحضر الحفل والذي مثله أحد أقاربه، بروايته "كاويتو" الصادرة باللغة الأمازيغية بدور النشر القصبة. يستذكر زيمو في مؤلفه "جزائر الأمس" من خلال ذكريات ذلك الشاب الذي يرتدي الكاوي، وهو معطف يتم ارتداؤه خلال الأيام الممطرة، و ذلك بأدب "ناضج" على حد قول الجامعي، رئيس لجنة تحكيم 2020 لهذه المسابقة، محمد صاري. وعادت جائزة محمد ديب للرواية المكتوبة باللغة الفرنسية للرواية "بودي رايتين" لمصطفى بن فضيل الذي كان جد متأثر لحصوله على هذه الجائزة المرموقة. وفي مؤلفه، يتطرق الكاتب إلى دفتر يوميات فرد و أمة عبر عنها من خلال دمج بين شخصيتي مونية و زوجها كريم فطيمي الذي توفي في حادث مرور. وصرح الكاتب في احدى مقابلاته أن "الكتاب يعد بمثابة ذلك الجسد الحي النابض على غرار جسد مونية التي يكتب عليه الراوي" مضيفا أن "الكتابة تشبه الأحجية المبعثرة قطعها في كل مناطق الحياة و الجسد". وتميز الحفل الذي نشطه المدير المركزي للكتاب والمطالعة العمومية، الكاتب اسماعيل يبرير بروح الكاتب محمد ديب. وتمكن الحضور من زيارة معرض حول مسار محمد ديب والاستمتاع ب"الآخر، أي آخر؟" و هو تركيب شعري مسرحي اقتبس من مقاطع مختلفة من الأعمال الكبرى لمحمد ديب أداها لدى الافتتاح الثلاثي ليندة آيت عبد الرحيم وندير بن احمد وعبد الكريم بجاوي رافقهم الموسيقي البارع الذي يعزف على آلة القانون، رفيق كاسمار. وجددت وزيرة الثقافة و الفنون، مليكة بن دودة التزامها بمساعدة و تشجيع "ابداع الشاب في كافة الاختصاصات الفنية"، مشيرة إلى "الرمزية الكبيرة" لهذا الحفل الذي يعبر عن الوفاء لأدب محمد ديب ويتطرق إلى ماضي و حاضر ومستقبل الثقافة الجزائرية". وذكرت بهذه المناسبة بأن قطاعها الوزاري سيضع تحت تصرف الكتاب-المترجمون و كتاب السيناريوهات "إقامات للكتابة" لترجمة كتب محمد ديب التي لم تترجم بعد إلى اللغة العربية" و اقتباس الأفلام السينمائية و الأعمال المسرحية من كتبه" و كذا "نشر الأعمال الأدبية و الشعرية لهذا الكتاب الشهير بحجم الجيب". وتهدف جائزة محمد ديب -التي تم تأسيسها سنة 2001 موازاة مع جمعية "لاغراند ميزون " لتلمسان التي بادرت بها بموافقة الكاتب وهو لا يزال على قيد الحياة – إلى تحفيز الإبداع الأدبي لدى الشباب في اللغات الثلاثة: العربية و الأمازيغية و الفرنسية.