يباشر العسكريون الذين تولوا السلطة في غينيا، اعتبارا من يوم الثلاثاء، سلسلة لقاءات مع القوى السياسية والمجتمع المدني وممثلي شركات التعدين، تمهيدا لتشكيل حكومة ووضع خطوط الفترة الانتقالية. فبعد أسبوع من الاطاحة بالرئيس ألفا كوندي من قبل عسكريين بقيادة العقيد، مامادي دومبويا قرر، قام هذا الأخير بإطلاق حوار وطني يتضمن لقاءات مع رجال السياسة في البلاد، ورجال الدين ورجال الأعمال وأصحاب المناجم وممثلين عن المجتمع المدني. إقرأ أيضا: الجزائر تعرب عن قلقها وترفض أي تغيير غير دستوري في غينيا وسيستقبل العسكريون، بقيادة العقيد مامدي دومبويا، ابتداء من اليوم ولغاية الجمعة القادمة، قادة الأحزاب السياسية، قادة الطوائف الدينية، ومنظمات المجتمع المدني ثم التمثيليات الدبلوماسية، ورؤساء شركات التعدين في غينيا ثم منظمات أصحاب العمل والبنوك والنقابات . وأفادت وسائل إعلام محلية في غينيا بأن حزب الرئيس المعتقل ألفا كوندي"تجمع الشعب الغيني"، وافق على المشاركة في المشاورات السياسية . جاء ذلك عقد اجتماع عاجل للحزب من أجل دراسة إمكانية المشاركة في اجتماع الأحزاب الذي دعت إليه السلطات الجديدة وكانت القوات الخاصة الغينية تحت قيادة دومبويا أعلنت في الخامس من سبتمبر الجاري، عن احتجاز الرئيس ألفا كوندي (83 عاما) وتعطيل العمل بالدستور، وإغلاق الحدود. وبدأت في بعث رسائل لطمأنة الشعب الغيني، بعدما تعهدت "بتجنب أخطاء الماضي"، داعية إلى "الالتزام بالهدوء وبقاء الجنود في ثكناتهم العسكرية". رئيس غينيا المعتقل يرفض الاستقالة وأفادت تقارير صحفية، أمس الاثنين، بأن الرئيس الغيني ألفا كوندي المعتقل، يرفض خيار الاستقالة. ونقلت مصادر إعلامية عن كوندي، الذي لا يزال رهن الاعتقال في القصر الرئاسي في العاصمة كوناكري، قوله أنه "يفضل القتل على التوقيع على استقالته". إقرأ أيضا: تطورات الوضع في غينيا: قرارات متتالية للمجلس العسكري ودعوات للعودة إلى النظام الدستوري وردا على تطورات الأحداث بغينيا، علقت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"،عضوية البلد في المجموعة، وطالبت "بالعودة الفورية إلى النظام الدستوري، وإطلاق سراح الرئيس المعزول ألفا كوندي فورا"، كما قام الاتحاد الافريقي بدوره بتعليق عضوية غينيا في "كافة أنشطته وهيئات صنع القرار التابعة له". وكان الأمين العام للأمم المتحدة أدان الاطاحة بألفا كوندي ودعا إلى "العودة فورا إلى الوضع الدستوري". وفي السياق، شرع وفد أممي برئاسة الممثل الخاص للأمين العام للأم المتحدة في إفريقيا والساحل محمد صالح النظيف إلى كوناكري، أمس الاثنين، حيث التقى مامدي دومبويا في قصر الأمم، في إطار زيارة يجريها الوفد من أجل توجيه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حول الوضع في غينيا وفترة الانتقال في هذا البلد. والتقى الوفد اليوم أيضا زعيم "اتحاد القوى الديمقراطية في غينيا"، سيلو داليان ديالو ، الذي اعتبر أن التحرك العسكري يعد "مرحلة أولى نحو العودة للنظام الدستوري". وأشار في بيان له عقب اللقاء ان لقاءه مع المبعوث الاممي "كان فرصة لشرح له أن التدخل العسكري وضع نهاية لفترة رئاسية ثالثة غير قانونية وغير شرعية لألفا كوندي، وأنه يعتبر مرحلة أولى نحو العودة للنظام الدستوري". وتأتي زيارة محمد صالح النظيف إلى كوناكري بعد زيارة لوفد من "الإيكواس" الأسبوع الماضي تباحث خلالها مع القادة العسكريين وعلى رأسهم مامدي دومبويا.