ترسم مشاريع خطوط السكة الحديدية, الجاري إنجازها بولاية الجلفة بسواعد جزائرية بحتة, رؤية تنموية مستدامة, ستشكل رافدا لتحقيق نهضة متكاملة بأبعاد اجتماعية و اقتصادية. وتعرف مشاريع مد خطوط السكك الحديدية بالجلفة, والتي يناهز طولها إجمالا 327 كيلومتر, أشغال "جد متقدمة", في محاورها الثلاثة, ويتعلق الأمر بكل من خط الجلفة/الأغواط على مسافة 110 كيلومتر وخط بوغزول/الجلفة الذي يمتد على مسافة 135 كيلومتر, ناهيك عن الخط الذي يشق هذه الولاية شمالا والذي يربط المسيلة بتسيمسيلت مرورا بالبيرين وسيد لعجال. ووفقا للمدير المحلي بالنيابة لقطاع النقل, السيد حواش, فإن هذه المكاسب المتعلقة بإنجاز خطوط السكك الحديدية التي تأتي في مقدمة المشاريع الكبرى بالولاية, من حيث إحداث التنمية وتجسيد مخططات السلطات العليا للبلاد للنهوض بالإقتصاد الوطني وترقيته, تعرف وتيرة معتبرة من حيث تقدم أشغال الإنجاز التي تناهز 85 بالمئة. وذكر ذات المسؤول أن مشاريع السكك الحديدية التي تتضمن إمدادات الشبكة في محاور استراتيجية وببعد اقتصادي مستقبلي, تحوي مشاريع هيكلية لإنجاز منشآت فنية بمعايير عالية الجودة وكذا هياكل معمارية وبنى تحتية. كما تتضمن انجاز ست محطات للتوقف منها أحادية وأخرى مزدوجة لنقل المسافرين والبضائع وترتكز هذه المحطات بكل من عاصمة الولاية, حاسي بحبح , عين وسارة, البيرين وسيدي لعجال . وكانت هذه المشاريع محل زيارة من طرف والي الولاية السيد عمار علي بن ساعد للوقوف على العراقيل التقنية من اجل العمل على حلها, حيث أشاد بالجهود المبذولة من طرف القائمين على الإنجاز من إطارات وعمال تابعين لشركات وطنية متخصصة "أثبتت", على حد تعبيره, "جدارتها في انجاز مشاريع إستراتيجية" ذات بعد إقتصادي كبير على المنطقة. شركات وطنية ذات خبرة لانجاز مشاريع السكك الحديدية تجري أشغال مشاريع خطوط السكك الحديدية بولاية الجلفة بواسطة شركات جزائرية إكتسبت خبرة في هذا الميدان ومنها كوسيدار و المؤسسة الجزائرية للجسور والمنشآت الفنية و المؤسسة الوطنية لإنجاز منشآت السكك الحديدية و مؤسسة دراسة و إنجاز المنشآت الفنية للغرب وتتابعها مكاتب دراسات جزائرية . وكشف مدير مشروع خط السكة الحديدية الجلفة/بوغزول, ل/ وأج, سماعيل هلال, أن هذا المقطع من الخط الإختراقي ( شمال/جنوب) الذي يمتد على مسافة 140 كيلومترا, أن هذا الخط يتضمن انجاز محطتين لنقل المسافرين بكل من مدينتي عين وسارة وحاسي بحبح و خمسة جسور كبرى و 40 منشأة فنية, ناهيك عن 3 أنفاق. ومن جهته, أكد مدير مشروع خط السكة الحديدية الجلفة/الأغواط, سيد علي دربال, بأن هذا الخط يتضمن محطتين مختلطتين لنقل المسافرين و البضائع يجري إنجازهما بكل من مدينتي الجلفةوالأغواط وتعرف أشغالهما اللمسات الأخيرة. كما يحوي المشروع إنجاز 45 منشأة فنية و 133 منشأة خاصة بصرف مياه الأمطار والعبور. بعد إستراتيجي هام لخطوط السكك الحديدية وذكر المكلف بالإعلام لدى الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجازات إستثمارات السكك الحديدية, عبد القادر مزاري, لوأج , بأن " مشاريع مد الخطوط الجاري إنجازها بولاية الجلفة تترجم, ببعدها الإستراتيجي, الإرادة القوية للدولة في تعزيز الشبكة عبر عدد من المناطق المحورية, لتعزيز رؤية إقتصادية بنظرة طويلة الأمد". وأضاف ذات المسؤول أن هذه الخطوط الذي حظيت بها ولاية الجلفة تعتبر بمثابة "مكاسب جد هامة" في كبرى المشاريع الإستثمارية للسكك الحديدية يتقدمها الخط الإختراقي بوغزول/الجلفة وخط الجلفة/الأغواط . وأضاف السيد مزاري أن هذين الخطين اللذين يسيران بوتيرة إنجاز معتبرة, حسب الأجندة المتفق عليها في ظل إتمام, بصفة كلية, لثلاثة أنفاق أرضية, يندرجان ضمن مسعى تجسيد الخط المحوري الذي يربط شمال البلاد بجنوبه الكبير على مسافة 2000 كيلومتر. وأشار السيد مزاري إلى أن محور ربط الشمال بالجنوب سيعرف شطره الذي يربط الحمدانية بالعفرون, على مسافة 40 كيلومترا, إنطلاق الأشغال "قريبا", في الوقت الذي يعرف شق شفة ( البليدة)/ بوزغول ( المدية) الذي يمتد على مسافة 140 كيلومترا, إنجاز الدراسات التفصيلية الأخيرة, نظرا لصعوبة تضاريس المنطقة التي تحتم إنجاز أنفاق وعدة منشآت فنية لتواكب سرعة القطار المحددة ب 220 كم/سا. مشاريع السكك الحديدية, سبيل منتظر لتحقيق إقلاع إقتصادي متنوع من جانبه أكد الدكتور بكلية الإقتصاد بجامعة زيان عاشور, السيد سليمان شيبوط, ان "مشاريع السكك الحديدية تعتبر سبيلا منتظرا لتحقيق إقلاع إقتصادي متنوع بالمنطقة." وأضاف ذات الجامعي بأنه, إلى جانب المساهمة في إمتصاص البطالة من خلال توفير مناصب عمل قارة وأخرى غير مباشرة, فمن شأن هذه المشاريع فك العزلة على المناطق المتبعثرة على طول الخطوط من الشمال إلى الجنوب, ومن الشرق إلى الغرب , دونما إهمال دورها في تحقيق وثبة تنموية. وأعتبر أن الأهمية التي تكتسيها مشاريع السكك الحديدية بولاية الجلفة تتمثل في "تعزيز البنى التحتية التي تعتبر رافدا لإستقطاب مشاريع إستراتيجية, كما هو الحال للموانئ الجافة والفضاءات الصناعية الكبرى والدفع بالحركية التجارية إلى أبعد الحدود, في ولاية لها موقع إستراتيجي في قلب البلاد". كما تساير هذه المشاريع مطالب مجتمعية ترافع عليها النخب في كثير من المناسبات , تخص إدراج تخصصات في مدونة التكوين والتعليم, لعلها تسابق الزمن لأجل تحضير يد عاملة مؤهلة في مهن السكك الحديدية, وهو ما كان محل موافقة السلطات العمومية من خلال التأكيد على ضرورة عقد اتفاقية بين قطاعي النقل والتكوين المهني بالخصوص.