قالت المفوضة الوطنية لحماية الطفولة، مريم شرفي، اليوم الأربعاء بالجزائر، إن ما حققته الجزائر من مكتسبات للمرأة يعكس الارادة السياسية الجادة للسلطات العليا في تمكينها و دعم وصولها لمواقع صنع القرار وضمان تكافؤ الفرص، لبناء المستقبل الواعد الذي ينشده الجميع. و اضافت السيدة شرفي في مداخلة لها بمناسبة احياء الذكرى ال21 لقرار مجلس الامن الدولي رقم 1325، بشأن "المرأة و السلم و الامن"، و كذا الاحتفاء بالذكرى ال76 للأمم المتحدة، أنه "لا يمكن بأي حال من الاحوال نكران نضال المرأة المستميت لتبوأ هذه المكانة في مختلف المراحل التاريخية الحاسمة التي مرت بها بلادنا". و أكدت في هذا الاطار أن "المرأة الجزائرية دافعت بشراسة لإحلال السلم و استرجاع الحرية خلال حقبة الاستعمار، كما وقفت شامخة خلال العشرية السوداء، لاستعادة الامن و الاستقرار"، معربة عن "اعتزازها بالتقدم الذي احرزته في المجالات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية، خاصة و انها تستعد لغمار الاستحقاقات الانتخابية المحلية هذا الشهر للمساهمة في بناء مؤسسات الدولة في ظل الاصلاحات العميقة لقيام الجزائر الجديدة". إقرأ أيضا: الجزائر ستظل سندا للشعوب المستعمرة في كفاحها وتقرير مصيرها و أشارت السيدة شرفي الى أنه رغم الاتفاقيات الدولية، "التي كرست حقوق الفتاة كواجب انساني و اخلاقي و التزام مهني"، الا ان "الانتهاكات المعنوية و الجسدية و النظرة النمطية لاتزال تطالها و هي معرضة للمضايقات و الخطر الذي قد ينجم عنه عواقب متعددة"، مؤكدة ان الجميع "مطالب بضمان حماية الفئات المستضعفة و العمل على تمكينها من مواجهة المستقبل". و أبرزت ذات المتحدثة ان محور حماية الطفولة و الفتاة يشكل جزء من الاولويات الوطنية على اعتبار ان "هذه الفئة هي الاولى و الأحوج للحماية"، مشيرة في هذا الاطار الى ان "كل الاطفال المتواجدين على التراب الوطني مهما كانت جنسيتهم او جنسهم و دون اي تمييز يتمتعون بنفس الحقوق، وهذا نابع -تقول- من تمسك الدولة الجزائرية بطابعها الاجتماعي من اجل الحد من الفوارق الاجتماعية و القضاء على اوجه التمييز في ظل سياسية وطنية شاملة مستمدة من مبادئ العدالة الاجتماعية و المساواة و تكافؤ الفرص المكرسة دستوريا" . و لعل اخر مكسب حققته الجزائر في مجال حماية الطفولة، بمبادرة من الرئيس عبد المجيد تبون، اثر التعديل الدستوري الاخير، تضيف المتدخلة، هو "دسترة المصلحة العليا للطفل، و تجريم الاتجار بالبشر و المعاملات القاسية و اللاإنسانية و حظر اي مساس بالكرامة الانسانية". و استدلت السيدة شرفي في حديثها عن جهود الجزائر لتوفير الحماية للمهاجرين غير الشرعيين الباحثين عن الامن و السلم بالجزائر، لاسيما الفتيات، ب"استحداث اللجنة الوطنية للوقاية من الاتجار بالأشخاص و مكافحته، سنة 2016"، مذكرة أن الجزائر بصدد وضع الصيغة النهائية لمشروع القانون المتعلق بالوقاية من الاتجار بالبشر و مكافحته، والذي سيعطي حيزا مهما لحماية المرأة و الفتاة. و استعرضت السيدة شرفي في مداخلتها بعض انجازات الهيئة الوطنية لحماية و ترقية الطفولة، خاصة ما تعلق بالإنذار المبكر و الاخطار عن كل انتهاكات حقوق الطفل مهما كان جنسه، عبر وسائل التواصل المتاحة، و اهمها الرقم الاخضر المجاني (11-11) و الذي تم التكفل عبره ب2.494.351 انشغال في مجال الطفولة، كما تم التكفل ب7236 طفل في خطر تعرضوا لانتهاك حقوقهم و للاستغلال بمختلف اشكاله، وقدرت نسبة الفتيات ب42.30 في المائة.