تدرك الحملة الانتخابية الخاصة بالاستحقاقات المحلية نهايتها، غدا الثلاثاء، ليشرع بعدها في الصمت الانتخابي الذي يسبق يوم الاقتراع. فبعد ثلاثة أسابيع من المنافسة الانتخابية التي كان فيها المترشحون في موعد مباشر مع الناخبين المقدر عددهم ب 23.717.479 ناخب، سيسدل الستار على هذه الحملة، وفقا لما ينص عليه قانون النظام الانتخابي الذي يشير في مادته ال 73 على أنها "تكون مفتوحة قبل 23 يوما من تاريخ الاقتراع و تنتهي قبل 3 أيام من تاريخ إجرائه". وبانتهاء الفترة القانونية المحددة لهذه الحملة، يبدأ الصمت الانتخابي الذي سيتواصل إلى غاية يوم الحسم، بحيث "لا يمكن أيا كان، مهما كانت الوسيلة و بأي شكل كان، أن يقوم بالحملة خارج الفترة المنصوص عليها". وقد سارت هذه الحملة وفق ضوابط قانونية، من بينها منع كل مترشح أو شخص يشارك في الحملة الانتخابية من كل خطاب كراهية وكل شكل من أشكال التمييز، مع ضمان استفادة كافة المترشحين من حيز زمني منصف في وسائل الإعلام السمعية-البصرية المرخص لها بالممارسة، الأمر الذي تسهر عليه السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات. إقرأ أيضا: محليات 27 نوفمبر: الصحف الوطنية ترصد أهم ما ميز الحملة الانتخابية مع وصولها إلى المنعرج الأخير كما شدد قانون الانتخابات أيضا على أنه "يمنع نشر و بث سبر الآراء و استطلاع نوايا الناخبين قبل 72 ساعة من تاريخ الاقتراع على التراب الوطني و 5 أيام بالنسبة للجالية الوطنية المقيمة بالخارج". ومن جهة أخرى، يخضع تمويل الحملة الانتخابية، هو الآخر، إلى المراقبة و هي المهمة التي أوكلت للجنة تنشأ لدى السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات. كما جرت هذه الحملة في ظل برتوكول صحي وقائي يستمر إلى غاية آخر يوم من العملية الانتخابية، الغاية منه جعل الناخب و المنتخب في منأى عن فيروس كوفيد-19. وشكلت هذه المسألة "أولوية" بالنسبة للسلطة، حيث أكد رئيسها، محمد شرفي، أنه تم فرض "شروط صارمة" لتنظيم هذه الانتخابات، بهدف "تدارك الأخطاء المسجلة خلال المواعيد الانتخابية السابقة". إقرأ أيضا: محليات 27 نوفمبر: تأكيد على أهمية الاستحقاق المقبل من أجل التغيير الهادئ وفي تقييم أولي، كان شرفي قد أعرب عن "ارتياحه" إزاء التحضيرات الجارية للحملة الانتخابية وانتخابات 27 نوفمبر، متوقفا عند التنسيق بين هيئته و المجتمع المدني و مؤسسات الدولة، ما "ينبئ بنجاح الانتخابات المقبلة"، حسب توقعاته. ومما تم تسجيله في مستهل هذه الحملة الانتخابية، إرجاء بعض التشكيلات السياسية لانطلاقتها، ك "جيل جديد"، و التي فسرت هذا القرار ب"تأخر السلطة في منح الاعتمادات لقوائم مترشحيها". غير أن السلطة فندت ذلك على لسان رئيسها الذي شدد على أن هيئته "تحترم القانون وتطبقه بصفتها مؤسسة دستورية، والتنسيقيات التابعة لها لا يمكنها أن تعمل خارج القانون". ولفت شرفي إلى أن "بعض القوائم رفضت تعيين مستخلفين للأسماء التي تم رفض ملفات ترشحها"، موضحا في السياق ذاته أن "'بعض القوائم سجلت تقديم طعن شخص واحد تم رفض ملفه" وأن مجلس الدولة "فصل في الأمر ويحق (للمعني) استرجاع مكانه، وهو ما جرى فعلا". كما حرص أيضا على التأكيد بأن النهج المتبع حاليا يعد بمثابة "قطيعة" مع ممارسات المرحلة السابقة. للتذكير، تمثل انتخابات 27 نوفمبر حلقة أخرى في سلسلة الإصلاحات المؤسساتية الشاملة النابعة من التزامات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الذي أكد أن هذا الموعد الانتخابي يأتي "استكمالا لصرح بناء مؤسسات الدولة على أسس صحيحة، بعيدة عن الشبهات والشوائب". كما اعتبر هذه الاستحقاقات "تأكيدا لإرادتنا القوية الثابتة على حماية حرية الاختيار السيد للمواطنات والمواطنين ومحاربة كل أشكال سطوة المال وتسلل النفوذ للتأثير في نزاهة ومصداقية العملية الانتخابية"، مثلما قال. إقرأ أيضا: محليات 27 نوفمبر: تأكيد على أهمية الاستحقاق المقبل من أجل التغيير الهادئ وكانت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات قد أفادت، في وقت سابق، بأنه، و تحسبا لذات الحدث، تم سحب "1.158 ملف ترشح للمجالس الشعبية الولائية، منها 877 ملفا لفائدة 48 حزبا معتمدا و 281 ملفا لفائدة قوائم مستقلة"، في حين تم إحصاء "22.325 ملف ترشح" للمجلس الشعبية البلدية. و ينتخب أعضاء المجالس الشعبية البلدية والولائية لعهدة مدتها 5 سنوات بطريقة الاقتراع النسبي على القائمة المفتوحة و بتصويت تفضيلي دون مزج.