في الوقت الذي حققت فيه تجربة زراعة الذرة الصفراء بولاية باتنة سنة 2021 نجاحا محفزا لتوسيع مساحتها انطلاقا من الموسم الفلاحي المقبل يبقى الرهان قائما على خوض غمار زراعة السلجم الزيتي. وقد أعطت تجربة زراعة الذرة التي تمت لأول مرة بالمنطقة الجنوبية من الولاية نتائج لم تكن متوقعة سواء من حيث جودة المنتوج أو كميته وهو ما سيشجع الفلاحين على غراستها، حسب المديرية المحلية للفلاحة. وقدرت المساحة المخصصة لزراعة الذرة الصفراء بالمنطقة الجنوبية لباتنة المعروفة بحرارتها ومناخها الجاف ب 14 هكتارا موزعة عبر بلديات بريكة وبيطام ومدوكال بمردود وصل إلى 85 قنطارا في الهكتار. و"كتجربة أولى فيعتبر هذا المردود "جد مقبولا"، حسبما أكده لوأج مدير المصالح الفلاحية محمد علي مودع. غير أن التأخر نوعا ما عن موعد زراعة هذا المنتوج الجديد عن الفلاحين جعل المحصول يتأثر بالجليد مما اضطر الفلاحين إلى تحويل غالبيته إلى أعلاف. وتسعى المصالح الفلاحية انطلاقا من الموسم الفلاحي المقبل، إلى لتشجيع ومرافقة الفلاحين لتوسيع هذه الزراعة المصنفة ضمن الزراعات الاستراتيجية عبر مختلف أنحاء الولاية وأيضا لتحقيق مردود وفير وذي نوعية جيدة"، مثلما اشار إليه السيد مودع. إقرأ أيضا: زراعة الذرة : توقع إنتاج نحو 700.000 قنطار برسم حملة الحصاد الخريفية بغرداية كما ستركز المصالح الفلاحية الموسم المقبل على توفير سبل إنجاح هذه الزراعة بهذه المنطقة لاسيما فيما يخص الذرة العلفية التي تستخدم في تغذية الدواجن والأبقار الحلوب باعتبار أن باتنة تعد من الولايات "الرائدة" عبر الوطن في هاتين الشعبتين وبالتالي تدعيمها ولم لا تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المنتوج الجديد، حسب المدير المحلي للفلاحة. رهان على إنجاح زراعة السلجم الزيتي فإذا كانت زراعة الذرة بباتنة قد تخطت مرحلة التجربة بنجاح برأي مدير المصالح الفلاحية وأصبح بإمكان الفلاحين خوض غمارها دون تردد أو تخوف، فإن الرهان يبقى منصبا على إنجاح زراعة السلجم الزيتي". ولهذا الغرض، تم تكثيف الدورات التكوينية والأيام التقنية لفائدة الفلاحين عبر مناطق عدة بالولاية خلال سنة 2021 تخللها تخصيص مواقع تجريبية حول الطرق الصحيحة لزراعة السلجم النباتي، بإشراف مختصين في الميدان. إقرأ أيضا: فتح مجال استيراد الأبقار الحلوب من الخارج بداية من شهر يناير ووضع برنامج خاص بالمزارع النموذجية عبر الولاية يستهدف في مرحلة أولى زراعة 200 هكتار بالسلجم الزيتي حيث تمت العملية إلى حد الآن على مساحة 70 هكتارا منها، وفق مدير المصالح الفلاحية. وقد وقع الاختيار على عدد من الفلاحين الذين بإمكانهم متابعة المسار التقني لهذا النوع من الزراعة بغية انجاح العملية، كتجربة أولى لتشجيع باقي الفلاحين على الانخراط ضمن البرنامج الوطني الرامي إلى تطوير زراعة السلجم النباتي الذي توليه الدولة أهمية كبرى. وتقدر المساحة المزروعة إلى حد الآن ب 10 هكتارات في انتظار توسيعها في الأيام القليلة المقبلة بعد أن أبدى فلاحون آخرون رغبتهم في البدء في زراعة السلجم الزيتي، حسب السيد مودع. ويبقى أهم انشغال في الوقت الحالي بالنسبة للمصالح الفلاحية بالولاية هو نجاح التجربة سواء على مستوى المزارع النموذجية أو لدى الفلاحين من أجل اعتماد هذه الزراعة ضمن الشعب ذات المردود الهام. ومن بين أهم أهداف القطاع المسطرة للموسم الفلاحي المقبل بولاية باتنة هو تسخير كل الإمكانات المادية والبشرية لاعتماد زراعتي الذرة والسلجم الزيتي والعمل على توسيع مساحتهما بالإضافة إلى زيادة مردود الحبوب خاصة القمح الصلب واللين، بالتعاون مع مختلف الشركاء خاصة تعاونية الحبوب والبقول الجافة وجامعتي باتنة 1 و2.